سكِرَ الفؤادُ فحاورَ العُنقودا
حتَّى أطاحَ البُلبُلَ الغِرِّيدا
و سما بكاساتِ الشَّرابِ مُجاوِزا
نجمَ السُّهيلِ مُقَصِّدا فمُجيدا
و سقى بمَذهبِهِ مفاوزَ لَمْ تَزَلْ
تروي الأنامَ مشاعِراً و نشيدا
لم يهْذِ مُذْ شَرِبَ المُدامةَ مَرَّةً
فأضافَ للشِّعرِ الحديثِ خُلودا
و لقد غفا و كأنَّهُ خَمرانُ مِنْ
كأسِ الشَّرابِ مُعاتَباً مَنقُودا
فَسَما عنِ الدُّنيا و وَهْمٍ مُسكِرٍ
و دنا بِهالتِه يَصُكُّ نُقودا
لَمْ يعترِفْ بالبدرِ إلاَّ ذرَّةً
مِنْ ذَرِّ أنوارِ الفُؤادِ طَريدا
و الشُّمسُ يرنوها كمِرآةٍ و هَلْ
يدري الأنامُ لرَسمِها تحديدا
سكِرَ الفؤادُ و قَدْ تَسَلَّمَ في الضُّحى
مِنْ رَبِّ أربابِ الوُجودِ بريدا
مُتناوِلاً بِبَيَانِهِ قانونَه
و شَريعةً في نحوِها تصعيدا
فَعَجِبتُ مِنْ فَهمِ الفُؤادِ و وَحيِهِ
و شَرَعْتُ أنظُرُ طالباً و مُريدا
يبدا لِفلسَفتي الأخيرةِ ناهلاً
فمَعينُها مُستَحبَباً محمودا
و شرابُها كشرابِهِ مِنْ كوثَرٍ
نَهرَ المجرَّةِ رافِداً و مُفيدا
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق