الرسالة السادسة عشرة

0

حبيبتي :
أخبريني كيف لي بعد هذه السنين ,
 الَّتي مرَّت على قلبي المولَّه , و فؤادي المدلَّه , أن أبقى ملتزماً السُكوت و قد ملأت كلَّ ما اشتريت من دفاتر وكراسات ,
 و أفرغت جلَّ ما اقتنيت من أقلام و استهلكت في كتباتي و مذكَّراتي كلَّ أداةٍ ودواة ,
 فانتشرت سيرة حبي ,
 و قصة قلبي على الألسنة ,
 في المنتديات العامة و الخاصَّة ,
حتَّى كادت أن تصير القصَّة المفضَّلة لدى فتيان المدينة و الفتيات ,
يتابعون جديدها بتشوُّقٍ و تلهُّفٍ و حنين ,
فيتعلَّموا من أحداثها المنشورة في شعري و نثري ,
و يتلقَّفوا من فضلاتِ أحبارِها
الَّتي أبثُّها على صفحات الشَّابكة العنكبوتية ,
أو في أوراق الصُّحف و الجرائد السِّياسيَّة ,
 و في الأندية و المجلاَّت الفنِّيَّة و الأدبية ,


حبيبتي :
كيف لي أن أخبرهم عن الحقيقة ؟!!
كيف لي أن أنبئهم أنَّ علمي و علمهم في أجوبة أسئلتهم سواء ,
بأيِّ وجهٍ تريدينني أن أقول لهم :
" لا أعرف جواباً واحداً على أسئلتكم الكثيرة الَّتي تدورُ في خلدكم "
كيف لهم أن يصدِّقوا كلامي حين أبغتهم
- لو طرحوا عليَّ السُّؤالات -
 قائلاً :
" لا أعرف اسم حبيبتي ,,,
  لا أعرف عنوانها ,,
  لستُ أحتفظ برقم هاتفها ,
بل لست أدري إن كانت من حيِّنا ,,
لست أدري إن كانت دمشقيَّة الوطن أم دمشقيَّة السَّكن ,
لست على علمٍ أهيَ سوريَّةُ
النَّسب أم تكون أجنبية ..."

حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الخامسة عشرة

0


حبيبتي :
يتسائل النَّاس في المدينة
حبيبتي من تكون ,,
من أيِّة عائلةٍ ,, ما يكون اسمها ,,
هل هي من حيِّنا التُّراثيِّ القديم ,,
أم أنَّها من الأحياءِ المجاورة ,
هل هي من بيئتنا و طبقتنا ,,
أم أنَّها من طبقاتٍ اجتماعيةٍ مباينة ,
يتسائلون عن عمرِها ,
عن ثقافتها ,
عن طائفتها ,
يتسائلون عن اسم الجامعة التي تخرَّجت منها ,
أو المدرسةِ الثَّانويةِ أو الإعداديةِ الَّتي أتمت دراستها على مقاعدها ,
يتسائلون عن الحزب الذي انتسبت إليه ,
عن الحيِّ الَّذي تقطن فيه ,
يتسائلون عن أشياءَ كثيرة ...
يدفع بعضَهم الفضولُ , و آخرينَ التَّطفُّلُ ,,
و آخرون يتشّوقون متحرِّقين لمعرفة شخصكــِ ,, و آخرون ....
حبيبتي :
فمهما طال سكوتهم و انتظارهم
 لا بدَّ يبلغ الحدَّ الذي يدفعهم لطرح الأسئلة
فأشيري عليَّ فديتكــِ ,
أأخبرهم بالحقيقة الجنونيَّة الخيالية المرَّةِ ؟!
أم ألتزم الصَّمت الذي برى جسدي  ,
و التَّكتم الذي فرى كبدي ؟!
و لكن ...
إلى متى سيبقى الفؤاد مقفلاً
و الشِّفاه مطبقة ؟!
ألن يأتي اليوم الذي أعلن فيه للبشريَّة عنكــِ  ,,, و تعلنين ؟!



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة عشرة

0

حبيبتي :
لا أخـفـيـكــِ   أنــَّـني  توسَّــمتُ  فيــكــِ من الكبرِ و القسوةِ
و الجورِ و الـلــُّـؤمِ  الــــكـــثـيـر الــــكـــثـيـر
و لكن
لم يك حسباني صائباً ألبتَّة ,
فــلـقـد تجاوزتْ أفعالُ جـبـروتــِـكــِ و بـطــشِـكــِ بي
كــــلَّ تــــــخـــمـــيـــــــنٍ و حـــــــســبـــــــانٍ لي ,
حتَّى أنَّــكــِ لم تــتــركي لــلــتــَّـشــابـهِ بـيـنـهـُـمـا مـتـرَكا .
و لـولا أنـّـني كـنـتُ كـذلــكــِ في تـقـديــري و تــوقُّعي
إذاً لــــكـنـتُ الآن في عدادِ الشـــُّــهداء
أمــَّـا الـــــيـوم . . .
فــمـا أراني إلاَّ مـجـاهـدٌ لـمــَّــا يـنـلِ الشــَّـهـادة .
فــهـلْ تـُـراكــِ تــــدفـعـيـنـني إلى الـــــجـــهــــــادِ
فــــأكــــنْ شـــهـيـدَ الــحــــرب ؟!
أم أنَّـكــِ تـُـثـبــِّـطـيـن هـمــَّـتي
فــأتـقـاعسْ عــنها
فـــأخــلـدْ إلـــيـكــِ . . .
فــــأكــــنْ شـــهـيـدَ الـــحـــُـــبِّ ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة عشرة

0


حــبــيــبـــَـتــي  :
لا تــحــسـَـبــي كـــــمـــا يــــحــسـَـب جــُـــلُّ الــــنــــَّـاس
- مــخــطِـــئــيــن -
أنَّ كــــــلـــــمــــــاتي هــــــذه  ...
فلــــيـــست هـــــذه ســِــوى كُــــلـــيــــمـــاتٍ مـُــــبــعـثـرةٍ أرتــــجــِــلــُـهـــا
مـُـتــــلــقِّـــفـــاً إيَّــــاهـــا
تـــــارةً مــــن خـــــــــــــبــايـــــا نــفــســي
و طــــَــوراً مـــن بـعـــضِ أركـــانِ قـــلــبــي
و مـــــرَّةً مـــن تـــلافـــيـــــف عـــقــلــي ..
و لا تـــقــولي :
أتــضــُـنُّ عـلـى أصــدقــائــِـك و أحـبـابــِـك
  و أهــــلـِـــك  و جـــيـرانِك
بـكـلــِــمـاتــِـك الــعـذبــةِ الــــحــلــوةِ ،
و حــــروفِـــك الـــذَّهـــبــيـــَّةِ أو الفــضـــِّــيَّـــةِ

أو حتَّى الـــحــديــديَّـــَّــة؟
و تـمـنـعـهـم مـــن ورودِ  نـــبـــعــِـك الـــفـراتِ الــسـلســبـيــل ؟! ...
أفــرأيـــتِ إلى مـــُـــدرِّسٍ جـــامـــعيٍّ جـــعـــلــتــه الـــــوزارة ُ في روضـــة الأطـــــفـالِ قســــراً و ظـُـلـــمـاً ,
و كــُــفراً بـــمــعــارفــه ,
و جــحــوداً بـــفــــكــره الــــمـســتـنـيـر ,
و تــثـبـيـطـاً لــهـمــَّــتـِـه العــلـيــَّـــة,
و انتصاراً  لمن  فــاقــَـه جــاهـــاً  و أوى إلى ركــــنٍ مــنـهــم  شــديـــد ؟!
أيـــــكون ُحـــــالــُـــهُ فــــيــهـــا كــــحـــالـــه في أبــــــهــاءِ الـــــجــامــــعـــة
و قــاعـــاتـــِـهــا ؟!
أم تـــكونُ مـــــحـاضـــراتــه هــهــنــا كـــدروســِــه لـــذيــــنــكــِـ الــبـراعـم الـــصـــَّـغـــيـرة  ؟!
و لكنَّني أتــعـهـــَّــد لــكـِـ أن يـــبــلــُــغَ ذلـــكِـ
 الأســـتـــاذُ الـــقـديــرُ بـــتــلامــذتــــهِ
الــمـــبـلــغَ الـــذي يــتــأهـــَّـــلــونَ فـــيـه
لحضورِ
مـــحــاضـــراتــِــه  في مـــدارســهِ الـــعــالــيـة . . .
أبشـــــري  حـبـيـبـتي. . .
ســــــيـزولُ الــــــظُّـــلــمُ قــــريـــبــاً و يـــنـــقــشـعُ الـــــــــظَّــــلام
فـــإنَّ مــــوعـِــدَهمُ  الـــــصُّــبـــح ...
أليس الصـــُّـــــبـــحُ  بـــقــريـــــب ؟!

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية عشرة

0

تــــعـــالَي و تـطــــاولي و تـــكـبَّــري ,
 و تــــرفـــَّـعــيـ قــدْرَ مـــا شــئـــتِ ...
فــلــو اجــتــازت ذروتــُـكــِ السَّــــحابَ
لن يـــبــلـــغَ عُــلــوُّهــا شموخَ هــامتي ...
 و لا نَـصِـيـفَـه ...
و ســـأتــواضــعُ و أتــــرفَّــــقُ و أدنـــو
و أُنــيــخُ ســـنــامَ كـِـبــريـــائي و سُـــؤدُدِي و فَـخَـــارِي بــيـــن يــديــــكـِ
و أريــكـِ مِـن مــعـــاني ولائي ما لـَم تــتـــوقَّـــعـــي
عـســــاكـِ تــتــعـــلَّمي مِـن قــــولي و فــِــعـــــلي


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية عشرة

0


لـــــقـد بــــلـغـتَ ســــــنَّ الـــكـــمــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

لـــــقـد جـمـعـتَ كـــلَّ الـــخـِــصــــــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا
...
و قــــد رأيــــتَ يـــــــومَ الـــــوصــــــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

لـــــقـد عشـــــقـــتَ ذاك الــــجـــمال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد طـــــرحـــتَ ذاك السُّـــــــــؤال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد شـــــعــــرتَ كـُــلَّ الـــــــــدَّلال...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا


آمــــنــــتَ فـــيـــهـــــا - فهي الحلال -...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد لــــبــســتَ ثــــوبَ الــجــــلال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد نســـيــــتَ كــــيــف الـمـُحـال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

دخـــلـــــتَ تــــــرنـــو ســاحَ الـمـجال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا










مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة العاشرة

0

قــولــي - إن شـــئـــتِ - لا أحــــبــُّـــك ...
 لا أريدك ...
لم أشــتـــَـــقْ إليك
أكـــرهــُــك  ... أمـــقـُــتــُـك ... أبــغــضـــــك ...
ففي لــغـــتـــي - الـــَّــتــي اســتــقــيــتُ مــفــرداتـــهـــا مـــن نـــظــراتــكـــِ -
تــعــنــي هــذه الــكـــلـــمـــات أضـــدادهـــــــا
فـــحـــبــَّذا لـــو تـــكــثــــري مــنــهـــا ,
فـــأنــــا بــــأمسِّ الـــحــــاجــةِ لســمــاعــهــا مــــنــكـــِ ...
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة

0
سـتـقـرئـيـن يـا حـبـيـبــتي ... سـتـقـرئـيـن
سـتـقـرئـيـن بـعــيــنــيــن جـمـيـلـتــيـن جـديـدتـيـن ,
لا تحسـبـي أنَّـهـمـا تـلـكـمـا الســوداوتين أو الــــزَّرقــــاوتين الــتــيــن يــــراهـــمـــا الــــــــنـــَّــــاسُ جــــــمـــيـــعـــاً ,
و إنَّـــــمـــــا عـــــيـــــونٌ خـُــلـــقــَـت لأجلي ,
 لا يـراهــا ثـــمَّــة مـخـــلـوقٌ على وجـــــه الـبـسـيـطـة ســواي
حتَّى أنــــــت  ...
أجل حتَّى أنــــــتِ لاتستـطـيـعـيـن رؤيـــتـــَــها مــالــَــم آذن بكشفِ الـــحــِــجــــاب...


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه