حبيبتي :
أخبريني كيف لي بعد هذه السنين ,
الَّتي مرَّت على قلبي المولَّه , و فؤادي المدلَّه , أن أبقى ملتزماً السُكوت و قد ملأت كلَّ ما اشتريت من دفاتر وكراسات ,
و أفرغت جلَّ ما اقتنيت من أقلام و استهلكت في كتباتي و مذكَّراتي كلَّ أداةٍ ودواة ,
فانتشرت سيرة حبي ,
و قصة قلبي على الألسنة ,
في المنتديات العامة و الخاصَّة ,
حتَّى كادت أن تصير القصَّة المفضَّلة لدى فتيان المدينة و الفتيات ,
يتابعون جديدها بتشوُّقٍ و تلهُّفٍ و حنين ,
فيتعلَّموا من أحداثها المنشورة في شعري و نثري ,
و يتلقَّفوا من فضلاتِ أحبارِها
الَّتي أبثُّها على صفحات الشَّابكة العنكبوتية ,
أو في أوراق الصُّحف و الجرائد السِّياسيَّة ,
و في الأندية و المجلاَّت الفنِّيَّة و الأدبية ,
حبيبتي :
كيف لي أن أخبرهم عن الحقيقة ؟!!
كيف لي أن أنبئهم أنَّ علمي و علمهم في أجوبة أسئلتهم سواء ,
بأيِّ وجهٍ تريدينني أن أقول لهم :
" لا أعرف جواباً واحداً على أسئلتكم الكثيرة الَّتي تدورُ في خلدكم "
كيف لهم أن يصدِّقوا كلامي حين أبغتهم
- لو طرحوا عليَّ السُّؤالات -
قائلاً :
" لا أعرف اسم حبيبتي ,,,
لا أعرف عنوانها ,,
لستُ أحتفظ برقم هاتفها ,
بل لست أدري إن كانت من حيِّنا ,,
لست أدري إن كانت دمشقيَّة الوطن أم دمشقيَّة السَّكن ,
لست على علمٍ أهيَ سوريَّةُ
النَّسب أم تكون أجنبية ..."
حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي