خنساء الأمة

0


قالوا أنغامُكِ تُشجِيهِمْ
قالوا ألحانُكِ تُؤذِيهِمْ

أوتارُكِ عَزَفَتْ أحزاناً
جرحتهُمْ ... ظَلَّتْ تُبكِيهِم

خنساءُ الحكمةُ في فيها
حتى لو سَفلوا تُعليهِم

هُبِّي خنساءُ ... و لاتَدَعي
في الأُمَّةِ جُرحاً يُدمِيهِم


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فارس

0

فرسٌ ...


وإني فارسٌ
 

من بطنِ أمي قد نزلتُ معي لجام
 

مُمسكاً بالسَّوطِ بل
 

و أُدَرِّبُ الفُرسانَ قبلَ تواجُدي
 

في عَالمِ الأرحام
 

بطُفولَتي أَلّفتُ تاريخَ الخُيول
 

بطُفولَتي أنشأتُ جُغرافيا الخُيول
 

كيفَ تُرسَم
 

كيف تَعدو
 

كيف تُهزَم
 

كيف تَهزِم
 

كيف تَلحَن
 

كيف تَشدو
 

كيف تَبدو
 

في الصّحارى و الجبال
 

بالهضابِ و بالسّهول
 

***
 

في المُؤتمر
 

و بمجلسِ النُّوّابِ للخيلِ الأصيل
 

زُرت اشبيلية  و روما
 

زرتُ موسكو
 

و من هناكَ و من هنا
 

و هناكَ هجَّنتُ السُّلالاتِ الجديدة
 

و ركّبتُ العُروقَ ببعضِها
 

حتى تناجَبَ هيكلٌ منها عجيب
 

كادتْ تكونُ سُلالتي
 

فأنا من استخرجتُها
 

ثقّفتُها
 

ألهمتُها
 

فقّهتُها
 

فهّمتُها
 

درّستُها
 

علّمتُها أنّ النِّساءَ إذا ركِبنَ الخيلَ
 

صارَ غزالةً
 

و شدا كعُصفورٍ له نغمٌ حزين
 

أخبرتُها أنَّ النساءَ إذا
 

أمسَكنَ لاجمها
 

استحالَ الخيلُ طِفلاً
 

بين ثدييها لعوب
 

***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و اشتقت لشوقي

0


أنا شوقي إليكِ مبتعدٌ
 
عن جسدي و أرضي

عن داري

و اشتقتُ لشوقي

إذ ركِبَتْ أشواقي سُفُنَ الأسواق

فتمادَت موجَاتٌ كادت
 
أن تطغى فتُطِيحَ المرفأ

أشواقي كانت تُشجِيني

و الشَجَنُ اليومَ سيبكيني

و الحرفُ معذبُ لا يُدرِك

أفعالَ النقطِ البُنِّيَّة

يشتاقُ الشفةَ الورديَّة

و القلمُ الخمريُّ تلظّى

ببنانِ السّبعِ الزهريّة


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فائدة الحب

0


كانَ الخيالُ بحِجرِ أمي
ثم صارَ بحُجرتي
لما نشـأتُ قد استطارَ ببيتِنا
فمدينَتي
رحتُ ابتعدتُ
رحلتُ للأقطارِ بعدُ
فجُبتُ بالآفاقِ 
أرجو قِبلةً لمحبّتي 
اتّسعَ الخيالُ شَعرتُهُ
 و لقدْ أحاطَ مَدارُهُ الجوََّ المُحيطْ
لمّا أتيتِ !!!
كيف السّبيلُ لجعلِ هاتيكِ الحُروفِ
تُجَسِّدُ المعنى الذي
أرجو أعلِّمَهُ البشرْ؟!
ما عادَ لِلُّغةِ الهزيلةِ مَسْلَكٌ
ما عادَ للكونِ الفسيحِ
أو الفضاءِ الخارجيِّ حواجزٌ
إذ ما تهدّلَ جفنُ هاتيكِ العيونْ
فإذاً دعي الجسدَ الطريحْ
ثُمَّ قُومي نقعدُ الكونَ الذي
ينبيكِ عن تلكِ المعاني كلِّها
***


 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

عندما أبغضتها

0


أيقظَتني دمعةٌ 
تجري على خدِّي
أحرقَتني ...
خلتُها من كثرةِ الوجدِ
فانتبهتُ سألتُ نفسي :
أتراهُ يبكي نائمٌ ؟! 
فرأيتُني في حِجرِها
و بحرِّها
أنَّتْ و ترجُفُ ...
خِلتُها من شدَّةِ البردِ
و نظرتُ أهداباً 
كعصفورِ تبلَّلَ جُنحُه
متخبِّطاً 
لا أنَّه يُقعي
أو عجزَهُ يُبدي
فنهضتُ مُنطوياً
و قد أبغضتُها
و كرهتُ شُربَ الرَّاحِ
 ثُمَّ سألتُها:
ما بالُ وجهِكِ لِمْ تخدَّد ؟!
بالتجاعيدِ تبدَّد
بل و راحَ صفاؤُه
و نقاؤُه
بعد ليلتِنا
و كنتِ على الفراشِ
 مليكةَ النسوان
بل و أميرةَ الفتياتِ
حسنُكِ لا يُضاهى
-ما كنتُ أعلمُ أنَّني جِلْفٌ  و ربي-
فقرأتُه
كُتباً بأطوارِ التَّعاسةِ و الشَّقاء
و القبحُ يملؤُه
و ما علمي بها
إلا كحورٍ
قد تنزَّلَ في العشيَّةِ للثَّرى
من حُسنِها
تهبُ الجواري و النِّساء
أبغضتُها
...  و بكلِّ قلبي صرتُ أمقتُها
لكنني لَم أستَطِعْ صَدَّاً لها
فهي الخليلةُ
و السَّميرةُ
و النَّديمة
كلما قلتُ ابتعدنا
زِدنا في قُربٍ
جمعنا ذا الفراشُ
و كأسُنا تلكَ اللعينة
أو أغانٍ في الليالي كلِّها
في الدَّارِ
أو سيَّارةٍ
في مقصفٍ
أو في السَّفينة
قد كان يُشجيني  أساها
لكنَّها قد علمتني
أنَّ من يخنِ المليكَ
و ينقضْ عهدَهُ
فالعبدُ أهونُ عندَهُ
ستخونُني ...
لا بدَّ يوماً أنَّها ستخونُني
و سألتُها:
"ما بالُ هاتيكِ الدُّموعِ؟!"
فما أجابتْ
حِرتُ في تفسيرِها
لكنَّها قامتْ
أدارتْ ظهرَها
حزَمَتْ بخيطٍ شعرَها
ألقتْ عليها شالَها
و حِبالَها
اتَّجهتْ لنحوِ البابِ
قالت :
سأروحُ
و الإعصارُ قد طرقَ البلادَ بأسرِها
فقعدتُ أرثيها
و لَم أكُ راجياً لبقائِها
قلتُ اذهبي
و لئنْ ذهبتِ سترجعي
و ستندمي
و ستحلمي
بالعودِ
ثم تريِه يغدو مستحيلا


***


(المشهد الثالث من المسرحية) سيناريو : تعويذة القمر

0

لم تُحسِني رسمَ القصيدة 


أنا آسِفٌ ما كان ذلك رغبتي
 

أنا مُدنِفٌ و لقد تضاعَفُ أنَّتي
 

لحنُ عصفوري تغيَّر
 

في الحقيقةِ يا تُرى أم صوتُه في مسمعي!!
 

و مررتُ في الشَّاغورِ صُبحاً
 

و نظرتُ بدرَ الدِّينِ علَِّي 
 

أن أراكِ نجمةً بسمائه
 

أو شتلةً أو قمحةً بفنائه
 

فهناك سالت أدمُعي
 

و تراقصَت في مسمعي
 

و عزائي أنِّي كنتُ أبديكِ الوِدادْ 
 

في ألفِ شهرٍ لا يزالُ ترفُّعٌ لتواضعي
 

و عزائي أنِّي اليومَ أخفيتُ الودادْ
 

***
 

لم تُحسِني عزفَ القصيدة
 

فشممتُ ريحَ مِدادِها
 

و شتمتِ سرجَ جوادِها
 

زخرفتُ حاشيةَ الكِتابْ
 

أضناني جمعُ حصادِها

وسئمتُ من تأويلِ شكِّي إذ تناسيتُ العِتابْ
 

عِلمُ الفَلَك

لم يكتشفْ بُرجَ الغزالْ
 

هل يا تُرى بِعتِ الهوى أم لم تكوني تملِكين!!
 

لا تحسبي...
 

يا أنتِ لا لا تحسبي
 

أنِّي بعيدٌ عن سمائِكِ في الصَّّباحِ أو الرُّقادْ
 

بعدَ الظَّهيرةِ واضطجعتِ
 

أغمضي عينيكِ أو لا تُغمِضي
 

فأنا هناك
 

صوري القديمةُ كلُّها تبقى هناك
 

انزعي نظَّارتي
 

و تأمَّلي صُنعَ البديعْ
 

و تأملي دمعَ الفؤادْ
 

رتْمُ القصائدِ لم يزل منذُ اكتشفتُكِ عالياً
 

لمْ تُحسِني نثرَ الرَّمادْ
 

لم تُتْقِني لمَّ الحُروفِ وجمعَها
 

كي تطرحي عنكِ السُّهادْ
 

نفثُ العُقَدْ
 

نقرُ الدُّفوفْ
 

صوتُ البخورْ
 

و جماجمُ الموتى
 

دماغٌ من شمالي قندهار
 

تعويذتي
 

عصرُ النُّهودِ على النَّضارْ
 

لغةُ القرودْ
 

ليلُ النَّهارْ
 

مسحُ الغُبارِ عن الغُبارْ
 

أنَّاتُ أمّي و الشُّرودْ
 

حلْبُ العِشارْ
 

كنْزُ الصُّدودْ
 

لُعبُ القِمارْ
 

شُربُ الدُّخانِ على السُّعارْ
 

حملُ العجوزِ على الحِمارْ
 

زيتيَّةَ العينِ الكليلةِ بالهوى
 

قدُّها أم ثغرها أم قِرطُها
 

أم جيدُها أم نهدُها أم خصرُها
 

أم ثوبُها البنيُّ تحتَ مَخدَّتي!!
 

نسيته تحت مَخدَّتي !
 

تركَتْهُ تحتَ مَخدَّتي !
 

كنَزَتْهُ تحت مَخدَّتي !
 

تعويذتي
 

سُكرُ القريحةِ بالغِوى
 

ظلمُ النِّساء!!!
 

أصغيرتي:
 

فتريثي هذا المساء
 

قومي نعدُّ النَّجم في كبد السَّماءْ...
 

واحدة, ثنتانِ , هذي ثالثة
 

انظري ... فهناك أربعُ أنجمٍ مع بعضِها
 

و ثلاثةٌ أدنى
 

و في تلك النواحي يبدو قطبٌ مُنفردْ
 

فلتحفظي عني
 

كم صارت النجماتُ ؟!
 

قالت: قد نسيتْ
 

طيِّب...
 

هيَّا نُعيدُ العدَّ هذي واحدة
 

و هناكَ ستٌّ عن يمينِ السَّارية
 

و وراء تلك الغيمةِ الزَّهراء تبدو نجمةٌ زنجيَّةٌ
 

و لها رموشٌ واضحة
 

و أراها دون البدرِ حُسناً
 

ذلك الوجهُ الصَّبوحْ
 

قدُّها , أو شَعرُها
 

خِلخالها الفضِّيُّ فوق جبينِها
 

أصغيرتي:
 

عمَّ تحدَّثُ سيِّدي؟!
 

عن دوحةِ الصَّفصافِ في تلك الرُّبوعْ
 

عن ليلةِ الإنصافِ في ضوءِ الشُّموعْ
 

عن منزلِ السَّعدِ المُضيء
 

عن شارِعِ الحُزنِ الوضيء
 

عن دارِنا في غابةِ السِّندانِ أو
 

في أيكةِ الأغصانِ أو
 

في مجلسِ الكرةِ الحياديِّ الجديد
 

عن عشِّ قبُّرةٍ أتت قبل الطُّلوعْ
 

و جلالِ حُسنِكِ إذ توزَّعَ شطرُ حسنِك
 

في تقاسيمِ الضُّلوعْ,
 

كفِّي ابتساماً واغربي عن ناظري
 

فرأيتُ في نظراتِها صوتَ الدُّموعْ
 

فضحِكتُ إذ أردفتُ
 

: هيَّا ... اغربي عن ناظري
 

أغمضْتُ عيني...
 

يا حُسنَكِ
 

و بهاءكِ
 

وجمالك الأخَّاذِ ضِمن بصيرتي
 

قالتْ أحُسْني ليس يظهرُ في عيونِك مرَّةً!؟
 

:أنا أعشقُ المِرآةَ يا حوريَّتي
 

و أراكِ ثمَّة حيثُ تنعتقُ القيودْ
 

و أراكِ حُسناً دون يلحَظَني الشُّهودْ
 

و أراكِ سِرباً من قصائدِ 

ثمَّ خيطاً من دخان
 

اتركيني غافياً مُستيقِظاً
 

و لتتركي رأسي على زَندِ الجُمانْ
 

بل و اتركي كتفَ الزَّمانْ
 

و لتُبعِدي نهديكِ عنِّي
 

صِرتُ عِزْهاةً يرى
 

صوتَ النُّهودِ كلعنةٍ
 

و تقرَّبي
 

فتقرَّبت
 

بل باعدي و تباعدي عنِّي
 

فإنِّي صِرتُ عِزهاةً يرى
 

في الجنسِ طوراً من شقاءِ الأمنياتْ
 

لا تلمسي بأناملِ القُبَلِ الطَّريَّةِ جبهتي
 

أو رقبتي
 

و تقرَّبي...
 

بالله قل لي ما عراكم سيِّدي؟!
 

هذا كلامٌ ليس يفهمُ دون ترجمةِ الكلام
 

إلا إذا كان المُكلِّمُ فيه مسُّ من جُنونْ
 

أترى جُننت؟!

:ثِنتانِ تحت حواجِبِ البدرِ السَّقيمْ
 

و على اليسار هناكَ سبعٌ كاملة
 

الآن قولي كم بلغنْ ؟
 

ضحِكتْ , بكتْ , فتثاءبتْ , ضجرت ,
 

أدارتْ ظهرها
 

حزمتْ بخيطٍ شعرَها
 

لفَّت عليها شالَها
 

و عِصيَّها و حِبالَها
 

التفتت إلي
 

فسمِعتُ في عينيها همسةَ قُبلةٍ أو قُبلَتينْ
 

أغمضْتُ عيني ثُمَّ رُحتُ أرنوها هناكْ
 

فتنهَّدتْ
 

و تصعَّدتْ
 

و هي تُغريني فحيناً تلثم القَلَمَ الجميل
 

أغلي هنالك ثمَّ أغمضُ أعيني
 

لا ألتفت
 

و أغضُّ طرفي عن مُحيَّاها الجميلْ
 

و تنهَّدت
 

و أنا أنا
 

قد صِرتُ عِزهاةً كأنِّي عاجزٌ
 

و الجنس عندي لعنةٌ هنديَّةٌ لا تستقيمْ

و أعيدُ عدَّ النَّجمِ وحدي

غير أنَّي في الظَّهيرةِ يا أخي!!
 

هل فيَّ مسٌّ من جنون!

 ***



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

المشهد الثاني من المسرحية

0



فإذن رحلتِ... 


و قد قفزتِ عن الحِمارِ الأعرجِ المُضنى بأنَّاتِ القصيدْ 


فإذاً رحلتِ و في عُيونِكِ ألفُ ألفِ قصيدةٍ 


و روايةٍ و حكايةٍ تُحكى لنا بعدَ العِشاءْ 


و فهمتِ في هذي العواصفِ ما تكونُ الزَّانيةْ


فرقصتِ في لحنِ السَّماءْ 


لتدوسي قلبي و المَطَرْ 


في ذلك الدَّورِ الشَّهيرْ 


في مشْهدِ الجاراتِ حينَ تجمَّعوا قبلَ السَّحرْ 


يتداولوا أخبارنا في حيِّنا المشهورِ زوراً 


حول الأزقَّةِ ألفُ شبِّيحٍ 


على سطحِ المباني ذلك القنَّاصُ يُطعِمُ طائراً 


تتراقصين تمايلين على الدِّماءِ الجارية!!


في ثوبِكِ الفضفاضِ ذلك تُعلنينَ به الشَّرفْ 


أو تلعنين به الشَّرفْ 


لا لستُ أدري


فيكِ التناقضُ كم سرى! 


***


قبل الغروب 


يومَ التقينا تذكرين!!


فرأيتِني مُستهزءاً بحبيبتي


فأتيتِ عندي كي تكوني التالية


أسفٌ وهل يُجدي الأسف!!


كيفَ ارتضيتُ وداعها


كي نلتقي عند المسا!!


يا حبَّذا...


قد كان ذلك مُعلَناً في حُبِّنا


في حيِّهم كانتْ تُسمَّى الباغيةْ


ما لي أراكِ تنافقين!!


تتعففينْ!!


أطليقتي:


فلقدْ سئمتُ المشهد التَّالي


فكيف لمخرجٍ ألاَّ يُتمَّ بِفنِّه كلَّ الفصول!!


حول الزُّقاقِ زقاقِكم


أوَّاهُ إنِّي لستُ أدري 


بعد تلك المسرحيَّةِ


هل أنا في واقعي!!


أم انَّني لا زلتُ أتقنُ ذلك التَّمثيل!!


عجباً لنهدكِ يا صغيرةُ 


كيف كان حبيبُكِ


مُتثاقِلاً يحدو على وجعِ الظِّباءْ!!


أم كيف كان مُنافِقاً


تُطرِبهُ أنَّاتُ اليتامى و العذارى و الثكالى


و النُّواحِ أو الأنين مع البكاءْ!!


في قوقعة


بمتاهةٍ قد بتُّ أجهلُ كيف دوري


أو كيف ترخى في مشاهدنا السِّتارةْ


يا هل تُرى أيصفِّقونْ و يصفِّرونْ و يصخبون!!


جمهورُنا ممَّنْ يكونْ!!


***

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و شاخَ نهدُها

0

 أأكون فيكِ الطّـَامِعا؟! و لزورِ نهدِكِ سامِعا؟!

إدمانُ نهدِكِ كان في أوهامِ عمري شارِعا

و جمالُ نهدِكِ كانَ للبؤسِ المُفرَّقِ جامِعا

و جُمانُ نحرِكِ كان في الليلاتِ نجماً ساطِعا

أفلَم تقولي في سريري دُمت فحلاً واقِعا؟!

أفلم يكن ضوءُ اليراعِ لسمع رأسِكِ قارِعا؟!

لِم لَم تقومي عندها؟! لِم لَم يكن لي طائِعا؟!

لِم لَم تُراعي قلبَ قلبي , دمعَ دمعي اللاذِعا؟!

لِم لَم تبالي ما أقولُ و كلُّ قولي نافِعا؟!


***

قد كنتُ فيكِ الطّامِعا و لِزورِ نهدِكِ راجِعا

فلِكلِّ أمرٍ مُعضِلٍ يُزجيهِ حلاًّ ناجِعا

يا حبّذا لو كان نهدُكِ ناصِحاً و مُسارِعا

يا حبّذا لو كان خِلاّ في النّوازِلِ دافِعا

يا حبّذا لو كان يدري ما الحنانُ إذاً وعى

يا حبّذا لو أن تخلّى أو تخلّيتم معا

عن رغبةِ الجنسِ المُذِلِّ و وهمِه... عمّا دعى

يا حبّذا... قد كانَ نهدُكِ ماضياً و مضارِعا



فاليوم أضحيتِ عجوزاً و الشَّبابُ تصدّعا

لم تضحِكي سِنّ الشَّباب و كم رعيتًُ و ما رعى

لم تأسفي عند المصاب و كم سعيتُ و ما سعى

لم تسعفي لم تشفعي لم ترحمي تي الأدمعا

لم ترشفي ذاك الزلال و قد رجعت لأجرعا

فاليوم عدتُ منافحا و مناضلا و مقارعا

و اليوم لا يعنيني مهما جاء نهدك أو دعى

و اليوم قد أبدي هدوءاً و ابتساماً خاشِعا

و اليوم قد تغمز عيوني أو شفاهي أو معا

و اليوم... لكن فافهمي لا لن أكون الطّامِعا

لا لن يكونَ لنهدِكِ الأفّاكِ عهداً سابِعا

لا لن يكون لنهدِكِ المحتال عقداً رابعا

نهدٌ و عينٌ مع شفاهِ الخصرُ فيهم شُفِّعا

فبنفسي كانت كلها صور الجمالِ الأربعا

و اليوم هذا نهدكِ مُستقذراً مُستنقَعا

أنا كنتُ للنّهدِ الضّحيّةَ جئتُ شعبي يسمَعا


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه