هكذا كنت

0


دَرْكُ الحــقـيــــقـــــةِ لا يـُـغـــني عـــنِ الــعــَـمــَـــــــلِ
إن كــُــنـــتَ ذا عـــــقـلٍ أو كـُـــنـــتَ ذا أمــــــــــــلِ

أو كُــنـــتَ ذا طــِـبٍّ مهـــــــما تكـــنْ حـــذِقــــــــــاً 
تُحـــــيي الـــــرّمـــــيمَ بـــه ؟! فـــــالموتُ في الأجـــــلِ

روَّحــــتُ عــــــن نفسي بـــــالــــــرَّاحِ  أشربُهــــــــــا
فـــغـــدوتُ نشواناً  كـــــالمـُــــدنــــــفِ  الثـّــمــِــــــلِ

و الـــهــجـــرُ يخـــــــنـُـقُ أفــــــراحي فيقتُلـُـهــــــــــا
و المـــوتُ بــــالسِّــــيـــــفِ مــثــلُ المــوتِ بالمــُــــــقَلِ

و بـــــقــــيـــتُ لـــــو أنّي رمــــتُ الثّرى  خُسِفــَــــــتْ
كلُّ الـــــقـــُـرى اندثــــــرتْ  ما كُــنــــتُ ذا وجــــــلِ

إلاّ عــــلى حُبّي و الـــــنـّـــفـــسُ تــــــعـــشــقـُــــــــه
و الحـُـــــبُ عنّيَ بـــالــفُــسـّـــاقِ في شـُـــغـــُـــــــــــلِ

أضحــــــيـتُ و الشــــِّــــــعـرى  خـِــلـَّـــينِ فانفَصَمتْ
عــُرانــــــا ... إِذ أَنــضــَـــتْ  ســــــهماً فلم تُمـِـــلِ

فـــرأيتُهـــــا نفسي لكـــــنـــَّـــه عَجــَـــــــــــــــــــبٌ
جَسـَـــدٌ مُغايـِـــرُ في حِــــــلٍّ و مـُــــــرتَحــَـــــــــــــلِ

يــــا نَشــــْـــوةً كانــــــت وهْمَ الشـّــبـــابِ ... فـــــــلِمْ
ألقى بهــــــا هـَـــرَمي بــــالضـَّـعــــفِ و المــــــــــللِ؟!

أضحـــيــــتُ في صَحْبٍ لــــو كُنتُ أُحصيــْــهـــِـــــــــمْ
لم أســــتـــــطـِـــعْ عــَـــدَّاً ... أمســـــيتُ في حـُـلــــلي

كـان الــــزّمــــانُ و كُـنـــَّـا بـــــالـــزَّمـــانِ نجــِــــــدْ
طــــــَــعــْـمَ النّبيذِ كَطـَــعـْـــمِ السّمنِ و العَســَـــــلِ

قـــــد كانَ يــُـؤذِيـــنـَـــــا ضوءُ الشّمسِ مــــا انتَبَهَتْ
في الشـــــــَّـرقِ نــــــرجــُـوها تمشي عــــلى عـَــــــجَلِ

كــُــنــّـا كـــخـيرِ صِحـَـــابٍ في الشـــُّـــرورِ ... فــــــإن
رُمـْـــتَ الــفـــضــــيـــــلةَ لا بـــالله لَمْ تــــَــنـــــَـــــلِ

عـاذَ الـــــرّجــيمُ بـــــــِـــــربِّ الكــــــــونِ يســـــــألُُه
حـــِـفــْــظــَـاً ... و إن جـــانـــــا في الليلِ لَمْ يُطـــِــلِ


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه