المشهد الثاني من المسرحية

0



فإذن رحلتِ... 


و قد قفزتِ عن الحِمارِ الأعرجِ المُضنى بأنَّاتِ القصيدْ 


فإذاً رحلتِ و في عُيونِكِ ألفُ ألفِ قصيدةٍ 


و روايةٍ و حكايةٍ تُحكى لنا بعدَ العِشاءْ 


و فهمتِ في هذي العواصفِ ما تكونُ الزَّانيةْ


فرقصتِ في لحنِ السَّماءْ 


لتدوسي قلبي و المَطَرْ 


في ذلك الدَّورِ الشَّهيرْ 


في مشْهدِ الجاراتِ حينَ تجمَّعوا قبلَ السَّحرْ 


يتداولوا أخبارنا في حيِّنا المشهورِ زوراً 


حول الأزقَّةِ ألفُ شبِّيحٍ 


على سطحِ المباني ذلك القنَّاصُ يُطعِمُ طائراً 


تتراقصين تمايلين على الدِّماءِ الجارية!!


في ثوبِكِ الفضفاضِ ذلك تُعلنينَ به الشَّرفْ 


أو تلعنين به الشَّرفْ 


لا لستُ أدري


فيكِ التناقضُ كم سرى! 


***


قبل الغروب 


يومَ التقينا تذكرين!!


فرأيتِني مُستهزءاً بحبيبتي


فأتيتِ عندي كي تكوني التالية


أسفٌ وهل يُجدي الأسف!!


كيفَ ارتضيتُ وداعها


كي نلتقي عند المسا!!


يا حبَّذا...


قد كان ذلك مُعلَناً في حُبِّنا


في حيِّهم كانتْ تُسمَّى الباغيةْ


ما لي أراكِ تنافقين!!


تتعففينْ!!


أطليقتي:


فلقدْ سئمتُ المشهد التَّالي


فكيف لمخرجٍ ألاَّ يُتمَّ بِفنِّه كلَّ الفصول!!


حول الزُّقاقِ زقاقِكم


أوَّاهُ إنِّي لستُ أدري 


بعد تلك المسرحيَّةِ


هل أنا في واقعي!!


أم انَّني لا زلتُ أتقنُ ذلك التَّمثيل!!


عجباً لنهدكِ يا صغيرةُ 


كيف كان حبيبُكِ


مُتثاقِلاً يحدو على وجعِ الظِّباءْ!!


أم كيف كان مُنافِقاً


تُطرِبهُ أنَّاتُ اليتامى و العذارى و الثكالى


و النُّواحِ أو الأنين مع البكاءْ!!


في قوقعة


بمتاهةٍ قد بتُّ أجهلُ كيف دوري


أو كيف ترخى في مشاهدنا السِّتارةْ


يا هل تُرى أيصفِّقونْ و يصفِّرونْ و يصخبون!!


جمهورُنا ممَّنْ يكونْ!!


***

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه