بداية القصَّة

0


في البدءِ 
قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
و المثيرة
و الصديقةُ
 و الصدوقة
و العشيقةُ 
و الربيبة
بنت الشآمِ 
عمارتي
تبدو لحيِّكِمُ قريبة
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن أكون ؟
* * * 
سأكونُ كالتلميذِ 
طفلاً هادئاً لا يعبثن
و تكونُ أنتَ مُعلمي
أنت المُربي و الحنون
فلقد قضيتُ العمرَ
قبل لِقاكَ حتى
جزتُ منتصفَ الزَّمن
وبقيتُ أنظرُ
يُمنةً أو يُسرةً
في مسلكي
لا أرعوي
لا أهتدي
لا أستكِن
و أتيتَ أنتَ بغايةٍ
و أتيتَ أنتَ بشمعةٍ
و أتيت أنتَ بآيةٍ
تضيئُ ليلاتي الحزينة
و أتيت أنتَ مُفاخراً
ما هِبتَني امرأةً رزينة
فأتيتني
و نقضتَ ما سَتَرَ الزمن
و كَشَفتَني
و فسرتَ ما كتَمَ اللسان
فأتيتني
لا أدري كيف أتيتني
فأتيتني
كالطودِ لستَ لتنحني
فأتيتني
فرأيتُ فيكَ محبتي
فرأيتُ فيكَ صبابتي
فرأيتُ فيكَ مودتي
و كُهولتي
و طُفولتي ...
أتراكَ ترضاني
 و ترضى أن نكون ؟
* * *
أتراكَ ترضى
في قصورِكَ
أن أكونَ الجارية ؟
أتراكَ ترضى
في فِنائكَ
أن أكونَ السَّارية  ؟
لا ... لن أكونَ كمن تراها
في فراشِكَ عارية
لا لن أكونَ صغيرةً
لا لن أكونَ كبيرةً
ستكونُ ربَّاً سيِّداً
وأكونُ عندكَ جارية
أتراكَ ترضى سيِّدي بمحبتي ؟
أتراكَ تحكمُ سيدي لقضيَّتي ؟
أتراكَ تصفحُ سيدي عن صفحتي ؟
أتراكَ تقرأُ آيتي ؟
أتراكَ تمسحُ عبرتي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن نكون ؟
* * *
ها قد أتيتِ و ما دعوتُكِ
جئتِ من وسطِ المدينة
ها قد أتيتِ و خلتُ أن
تكوني في طرفِ المدينة
ها قد أتيتِ ...
و ليت شِعري
قبلُ من رَكِبَ السفينة ..
فكم و كم من نِسوةٍ
أو غانياتٍ
راقصاتٍ
في المدينة !
فكم و كم في مخدعي
في مرتعي
في مربعي
تأتي الدَّعيَّةُ و التقيةُ
و المثيرةُ و النقيَّةُ
و الشريفةُ و العفيفةُ
و المُريبةُ و الرزينة
و كم و كم في كل ليلٍ
سرَّّّّّّّّّني نهدُ اللعينة !
جاءت إليْ ..
لمَّا رأتني
ذادتِ  الولدَ الملوَّعَ بالثَّدي
ذادته ترجو قبلةً
أو ضمةً كي تهتدي
ذادته يبكي
ثم ضمَّتني إليها
: أتراكَ ترضى أن أبيتَ
و أغتدي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى في فراشِكَ مرقدي ؟
* * *
ها قد أتتْ ..
ما رُمتُها
لستُ الملوَّعَ بالنِّسا
ها قد أتتْ من نفسِها
ها قد أتتْ و بكأسِها
خمرٌ عتيقٌ أُسِّسا
ها قد أتتْ وبنحرِها
عِقدٌ تراثيٌّ كسا
ها قد أتتْ كخليلةٍ
كعشيقةٍ
مسكينةٍ ... لا مومسا
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتُكِ كي تبيتي
في خدوري عارية
* * *
و لقد قبلتُ ... قبلتهنْ
قبلتهنَّ
يجُلنَ في حقلي
فراشاتٍ كدينارِ الذَّهب
و يُقِمنَ حفلاتٍ على صدري
من غير عيدٍ  أو سبب
و تُصَبُّ كاساتٌ بحِجري
للثُّمالةِ و النَّصَب
و لقد قبِلتُ قبِلتهنْ
قبِلتهنَّ
كمعطفٍ عند الشِّتا
* * *
و لقد رفضتُكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتكِ كي تبيتي
في خُدورِي عارية
* * *
يا حبّذا  يا حبّذا
كم قلتُ : تأتيني امرأة !
كم قلتُ تأتيني رُفيدةُ
أو هُويدةُ
أو بُثينةُ
أو زُبيدةُ  
حبذا
لو أنها تأتي
فتملكَ عرشَها
ذاكَ المعفَّرَ بالزَّمن
ذاكَ الذي
تجدُ السنينَ كمِخملٍ
غطى حريره
بل كفن
ذاك الذي تجدُ النسا
من حولِ أركانٍ له
يسألنَ : كم بلغَ الثمن ؟
: أفإن أكونُ أميرةَ النسوان
أو عرشَ الجمال ؟
أم أن تكونَ
سليلةَ السلطانِ
أصحابِ السيادةِ
و القيادةِ
و الريادةِ
 و الجلال ؟
من يا ترى يحظى
 بهذا العرشِ
إن دَفَعَ الثمن ؟
من يا تُرى يحظى
 بربِّ الشِّعر
في هذا الزمن ؟
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
و لقد أردتُكِ أن تكوني
عرشَ قلبي عالية
* * *
أسفٌ أسف
أسفٌ عليكِ خليلتي
لو أنكِ تدرينَ
 كم بلغَ الثمن
أسفٌ عليكِ عشيقتي
لو أنَكِ تدرينَ
من يودُي الثمن
* * *
في البدءِ قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
 و الأميرةُ
 و الربيبة
بنت الشآم ..
عمارتي تبدو لحيِّكم قريبة
* * *
أسفٌ أسف
ثمن زهيدٌ باخِسٌ
ما شئتِ أن تُودِي الثمن
عَقدٌ فريدٌ جاهزٌ
عِقدٌ ثمينٌ باهظٌ
عهدٌ أكيدٌ ..
 خِلتُها
تأتيكِ من وسَطِ المدينة
يا ليتَ شِعري
 في الضّحى
تأتي رُفيدةُ
أو هويدةُ
أو زبيدةُ
حبَّذا


***

مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

توبة ساقطة2

0



في ليلةٍ شتويَّةٍ 
راحتْ زبيدةُ تائبة
ما ودَّعتني
بعد أن كانتْ دعتني
 للمدامِ وللفراش
و  لقد بقيتُ أُساهِرُ النَّجمَ الوحيدْ
بين سُكرينِ
من خمرٍ مراقٍ
ثمَّ ذاكَ الهجرُ في
زمنٍ حصيد
إي وربِّي
إنَّه سكرٌ
عليَّ أشدُّ من سكرِ الدِّنان
قد فارقتني
 بعد أن قالت : "فإنّي
قلتُ ربِّي و استقمتُ ...
ألا استقِم ..."
***
في سريري أمسُ كانتْ
فوقَ صدري ,
تنهلُ الكأسَ المعتَّقَ ثمَّ تثملْ
ممَّ تثملْ ..
ليس تدري
هل تُرى من خمرِهِ
أو لثمِ نحري !
ليتَ علمي
ما هو السِرُّ الذي سُحِرَتْ به ؟!
أم يا ترى كيفَ استفاقتْ
 من خُمارِ النَّشوةِ ؟!
من خُمارِ اللذةِ السُّفليةِ ؟!
***
أمسيتُ أهذي حائراً
مُتخبِّطاً ثمِلاً
كأنِّي بلبلُ الأطفالِ
إذ ما انتهى من سُكرِهِ و دُوارِهِ
زادَ الترنُّحَ  والتخبًّطَ و التقلُّعَ
فالتَّهادي فالسُّباتْ
فإذا بطفلٍ أحمقٍ يُصحيه
ثم يعودُ يقذفُهُ ليسعدَه الدُّوار
***
راجعتُ نفسي هل تُرى
قصَّرتُ يوماً
في المحبَّةِ و الهوى ؟!
هل خُنتُها ؟
أنبتُها ؟
عاتبتُها ؟!
غابَ فكري ...
 لستُ أدري الحقَّ أين
لستُ أعلمُ دائنٌ أنا أم مدين
راحَ شِعري
 ثُمَّ حِسِّي
ذابَ قلبي
 ثُمَّ نفسي
جبارُ كنتُ
فلستُ أعرِفُ ما البُكا
أبداً ليومي
عندما أسحرتُ قلت
شتَّانَ حقَّاً
بين أمسِ و بين يومي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أين المفر ؟

0

هل تعرفونَ خليلتي ؟
هل تعرفونَ عشيقتي ؟
هل تعرفون ؟
يا ليت شعري 
كيف أُبدي وَصفَها
لله قد تبدو لنا مُتعبِّدة
لكنَّها 
يا ليت شعري 
إنَّها ...
كيف السَّبيلُ لنُطقِها ؟
لكنَّها مُتمرِّدة
كيف السَّبيلُ لنَظمِها ؟
لكنَّها متفرِّدة
***  
متميِّزة
يا ليت شعري أي صدرٍ
صفحةٌ بيضاءُ
بيد جمالها أن نُقِّطت
و كنفسِها
تلك النقاطُ مبعثرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يصوغُ جمالها ؟!
متعثِّرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يضمُّ خلالها ؟!
متهافِتة
تبدو كبُنيانٍ علا
ثمَّ اعتلى
ثمَّ اعتلى
فأتاه زلزالٌ
فدُمِّرَ
فاستوى
هو و الصَّعيد
هو و الثرى
متمرِّده ...
تلك الخليلة لم تشأ
فوق السريرِ أضمَّها
فتدحرجت
فوق البساط
فخلتُها
طفلاً يُداعبُ أمه
فيفرٌّ
بيدَ رجوعَه
تدري يكونُ لحُضنِها
مُتمرِدة
لكنَّني أبغي النفار
و هي تبدو في يدِي
كالحبلِ
مهما طالَ فالأطرافُ عندي
فاذهبي
ثمَّ اختفي
ثمَّ اصعدي
ثمَّ انزلي
فالقلبُ قلبُكِ في يدي
أنا ساحرٌ لن أعتدي
أنا شاعرُ القولِ النَّدي
***
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمَتْ
في أنَّها
قد تستطيعْ
في فنِّها
صيدي
و ظنَّت أنَّني
مثل الذين تعرَّفتْ
في ماضي حُزنٍ قد يطولْ
في ماضي بؤسٍ لا يزولْ
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمُتْ
أنَّ القلوبَ
لو استطاعتْ جمعَها
تغدو كَطَودٍ
 ثمَّ يأتي
القلبُ قلبي
يعتلي تلكَ القُلوبْ
متوهِّمة
لكنَّها لن تستطيع
أين المفرُّ خليلتي ؟!
فأنا طموحاتُ الجميع
***
إن شئتِ سيري مِن ورائي
في الطَّريقِ لتنظري
في أعيُنِ الطِّفلِ الصَّغيرِ
و أعينِ الشَّيخِ الجليلِ
و  في عيونِ الجاريةْ
و في عيونِ المؤمناتْ
و في عيون الثَّيِّباتْ
و  في عيون المومساتْ
و في رُخامِ السَّاريةْ
و لتنظُرِي كلَّ الطِّيور
بعُشِّها
أو  في السَّما
أو  في الشَّجر
و  لتنظري ما تنظُرين
تجدي الطَّبيعةَ كُلَّها
نخَّت و راحت آمِله
في مطلبٍ
لإشارةٍ من أصبعي
تجدي المطامعَ كلَّها
صبَّت كنهرٍ كلُّها
في مرتعي
فخُذي البشارةَ
و البشارةُ كلُّها
أنَّ التَّمرُّدَ لن يعد يُجدِي
فهيَّا
فامسحي عرشَ الأميرْ
و انهلي الشِّعرَ الغزيرْ
لا تعبَثي
أو  تلعبي
في حُجرِ أُستاذٍ
فتلقَي في السَّعير
فخذي البشارةَ كلَّها
و  ترقَّبي اليومَ المثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

رجوعها

0


رجَعتْ و كانتْ قبلُ تابتْ
ودَّعتني ...
ما ودَّعتني
هجَرتْ فِراشي تائِبَة
هي كالجحيمِ مُسعَّرة
في شوقِها
هي كالذِّئابِ بنابِها
و كثعلبٍ في مكرِها
قالت أتوبُ و مزَّقتها
تلكَ أثوابَ الدَّعارة
قالت تؤُوبُ لربِّها
و الحبُّ قد تنسى غِمارَه
هاتفتُها ...
و أقولُ لن تلقي التَّحيَّة
قد خِلتُها
صارت كعائشةٍ
خديجةَ ...
بنتَ عمرانٍ
 أُميمةَ أو سُمية
فإذا بها كالنِّفطِ
ينتظرُ الشَّرارةَ
 كي يؤجَّجَ
في الصَّباحِ أو العشيَّة
و دعوتُها
كيما تعودُ كما غدونا
نحتسي الكاسَ سويَّا
: " أزبيدُ رُدِّي أينَ أنت؟!
أزبيدُ ...
آهٍ لم سكتِّ؟!
زبيدةٌ رُدِّي عليَّ
لا تعودي إن أردتِ
ذا خياركِ لم فصلتِ؟!"
عتبتْ زبيدة !
كيفَ لا ؟!
قد ودَّعتْ ...
بل أهرقتْ دنَّ النبيذِ
بليلتي تلكَ الخليَّة
و لقد قعدتُ كنادمٍ
أبغي الهوى بمنادمٍ
فطنٍ لبيبٍ شاعرٍ
لا أبغي جاريةً صبيَّة
***
عاينتُ عقربَ ساعتي
فإذا به
قلبَ الدَّقيقةَ ساعةً
فشرعتُ في شُربُ المدامْ
و بدأتُ أنبشُ في قبورِ الذِّكريات
علِّي أُرائي جُثَّةً
 فأبثُّ فيها الرُّوحَ
أحيى ساعةً فيها هنيَّة
فوجدتُ فيها صورةً
لنا في اللقاءِ الأولِّ
فمكثتُ أبكيها
و صدري حرُّهُ كالمِرجلِ
حتى يئِستُ منَ الحياة
و سئِمتُ أحزاني الشَّجية
أرسلتُ كفِّي
في الفراشِ دسستُها
أخرجتُ تلك البُندقيَّة
قررتُ أن أنهي قوافي قصيدتي
بنهايةٍ ليست سوية
***
فعجبتُ لمَّا
أن سمعتُ البابَ يُطرَق
و خِلتُني ثملاً
و قلتُ
من يأتي بجوفِ الليلِ ؟!
قبلَ الفجرِ يلحق؟!
و سارَعَتْ طرقاتُه
فغدا كقلبي
فتركتُها
لمكانِها أرجعتُها
و مشيتُ
أطرقُ كلَّ ساريةٍ بدربي
و شرعتُ أفتحُ كلَّ قفلٍ
 في المسا أقفلتُه
و فتحتُه
مُتوكأً
مُستمسِكاً
بالقبضةِ الوسطى القوية
فرأيتُ أصنافَ الخمورِ كأنَّها
في حانةٍ
و كأنَّ نادلةً تلوحُ
فتأتي منها بالمزيد
أيقنتُ أني في دوارٍ
قد سُلِبتُ العقلَ عقلي
أو أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي الشَّجية
و رأتني تلكَ النَّادِلة
دفعتْ زجاجاتْ الخُمورِ
و أسرعتْ
هرعت تسابقُ ظِلَّها
نحوي
تعانقني و تبكي
تلثمُ الخدَّ المقرَّحَ
ثم تشكو بالأنينِ و بالعويل
كأنها باتتْ ضحيَّة
و أنا أقولُ
و قد أفقتُ من الثُّمالةِ :
 "هل أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي العتيَّة ؟!"
راحتْ تُقبِّلني ...
 فقلتُ إذاً
 ما ذاك حُلمٌ ...
لم تعتبي ...
لا لم تكن تلك القضية "

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ما هو الحب

0


"هل أنَّني من حُبِها بها فاكرٌ؟!
أم أنَّني من بُغضِها 
و عُتوِّها
و دلالِها أو مكرِها
 لها ذاكرٌ؟!"
في الصَّباحِ و في المسا  
هذا الحديثُ مراودٌ
فكري ...
و قلبي سائلٌ
لكن فما تكنِ الإجابة؟!
أين العقولُ الراجحة!؟
أين المشاريعُ ...
العلومُ
أو القراراتُ المصيبة النَّاجحة؟!
أين تلكَ
و أين أين؟!
ذهبتْ بها لمَّا أتت
و السُّمُّ يملؤُ نابَها
و بنانَها و ثيابَها
أفكارَها و كتابَها
باتتْ تغذِّيني
بهَذْيِ رُعافِها
 بلعابِها
إذ ما تقبِّلُني
وما أرجو القُبَل
إلا من الثَّغرِ المولَّهِ بالحبيبِ
و ما الشِّفاهُ سوى
 مداخلُ للقلوبِ
أو المعي
لكنَّها كانتْ بلا قلبٍ
ففيمَ شفاهُها باتتْ تُقبِّلْ ؟!
***
رُحتُ في فِكرٍ طويل
مثلَ ملسوعٍ طريحٍ
 مدنفٍ  تعبٍ عليل
: هل يكونُ الحبُّ مَكراً ؟!
هل يكونُ الحبُّ سُكراً؟!
أو عناقاً أو جماعاً ؟!
لا و لا
فالحبُّ منها
 ثعلبٌ مضنىً هزيل
و كماردٍ أمسيتُ لكن نائمٌ
كيفَ التخلصُ من سباتٍ؟!
كانَ سُمٌّ
 ما تسبَّبَ في سباتي ذا الطَّويل
و مكثتُ أبحثُ في المكاتبِ ...
كنتُ قد أُورِثُتها
وشرعتُ أنظرُ
في كتابِ الشَّعوذة
و السِّحرِ
و التَّنجيمِ في الفنِّ القديم
أنهيتُها ...
 لمَّا أُفد من بحثِها
و رحلتُ في التَّاريخِ حتى
قد نسيتُ علامَ أبحثُ
عندما كنتُ ابتدأت
و ظللتُ بحَّاثاً بها
حتَّى لقد أفنيتُ فيها
 بِضعةً من ناظِري
أنفقتُ في تجليدِها
 أيَّامَ عمري
ثمَّ من ثمنِ النبيذِ
حشيشَتي
و سجائِري
لكنَّني
لمَّا أُفد من بحثي هذا
عن سؤالٍ
راحَ ينخُرُ خاطِري
كيفَ التّخلُّصُ من سباتٍ
كان سمَّاً
ما تسبَّب في سباتي ذا الطَّويل؟!


***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حبِّي القديم

0


حبِّي القديمُ و ذكرياتي و الغزل
قد كانَ عرشاً 
فوقَ صرحٍ 
فاندثر
حبِّي... زبيدةُ تلكَ كانت 
ليسَ تعرفُ ما الهوى
لم تدرِ يوماً في معيشتِنا سوى
لحمٍ ... نبيذٍ أو عناق
أو سريرٍ
 كلَّ يومٍ لا يكلُّ من السِّباق
ليس تدري قُبلةً
للحبِّ في وسط الصَّحارى
حيث نحدو بالنِّياق
أو نظرةً دامت سنيَّاً
في تلاحينِ الغرام
تحت شطآن السَّماء
حيثُ الغزالةُ  في الغروب
تهوي ... و تعتزمُ الهروب
فرأيتُها مرآة شوقي
إذ تشفُّ عن القلوب
***
حبِّي القديم و ذكرياتي
 مرجلٌ وقتَ الظَّهيرة
لكنّه في حرِّ يومٍ لاذعٍ
أيَّامَ تموزَ الأخيرة
أوقدتُه...
أوصدتُ كلَّ نوافذِ الدَّارِ العتيقْ
ثمَّ ارتديتُ الصُّوفَ الاسودَ
زدتُ فيهِ من الحريقْ
***
حبِّي القديمُ
و آلةُ التَّسجيلِ يومَ نسيتُها
و ذهبتُ عن بيتي ...
فعُدتُ ...
رأيتُها
قد سجَّلتْ لحنَ الخيانة
فقعدتُ أطرَبُ  كالثَّكالى
حين تُطربُها الفجيعةُ
بالبُكاءِ على اليتامى
***
حبي القديمُ كمركبٍ
حيزومُه  فلقَ العُباب
فأتاه جرثومٌ خبيثٌ
فاتكٌ
مُرٌّ  فشقَّقهُ فعاب
فرميتُ نفسي في براثينِ  الهلاك
***
ذكرياتي في الهوى و الوهمِ
من حبِّي القديم
كلُّ آهٍ قرَّحتْ صدري
فأُورِدتُ الجحيم
كان درساً قاسياً
عُلِّمت أن الذِئبَ
لا يرعى بشاةٍ
في بساتينَ العقيم
عُلِّمت أنَّ الحُبَّ
 لا يُشرى بمالٍ
أو بأغراضِ النَّعيم
عُلِّمتُ أنَّ المجدِ
لا يُرقى
بساقِ الخُبثِ
و الحِقدِ الدَّفين
حبِّي القديمُ و ذكرياتي في الغزل
قد كان عرشاً فوق صرحٍ فاندثر

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

النهد المظلوم

0


نـهـــــــــدُكِ مـــظــــــلـــومٌ ســـــــــيـِّــدتي 
لــــن أقــبـــلَ لــلــــــــظــــــُّـلــــم مــكانــا

نـهـــــــدُكِ مــــحـــتــــــالٌ يـــزعــجــــــني
قـــــد كـان حــنــــــانـــــاً ... و أمـــــانـــــا

نـهـــــــدُكِ حـــــــبــــشيٌّ ... لــــــكـــــــني 
ألــــقــاه عــــــصـــيــــــــَّـــاً مـــزدانـــــــا

نـهـــــــدُكِ يـــــذبـــــــحـُــني ... فــتـــعــالي 
نــــنــــــسَ في قصــــــــري الأزمـــــــانـــــا

نـهـــــــدُكِ ألـــــــــــقـــاه كمروحــــــــــةٍ
تـــــنــــفــُـِــث  نــــيــرانــاً و دخـــــــــانــا

***

أفـــررتِ و نـهــــــــــدُكِ في قصـــــــــري؟!
أنســيــتِ رخــامـــــاً و جــــُــــمــــــانــا ؟!

أفـــررت و حـــــــــــــــدسي إلــــــهــــامٌ؟!
لا يــــخــطـئ حـــدســـــــــــي الألحــــانـــــا

أفـــررت و أعــــرف مــــــــــــــن أنـــــت؟!
و نسيـــــتِ الــعــــــُــمـــــرَ و كــم كـــــانــا

***

يــا ســـــدرةَ  كــُـنتِ ... و كـــم كـــُـــنـــَّـــا
نــــــتـــفيأ  في ظِـــلِّ صـِـــــبــــــانـــــــــــا

فالـيــــومَ - و أنــتِ نــدى عـــــُــــــمــــري -
أثــــقـلـــتِ الـعـمـــــرَ و كـــــــم عــــــانى!!

كــم كــــنــــتِ ولاءً أعـــــــرفـُـــــــــــــــه
كـــنـتُ الــــخـــبـــَّـاز ... الـــــعـــجــــَّـانــا

كـــــنـــتُ المـــفــتــــاح بــــــقـافــــيــــتي
و لشـــِـــــــعــــري كـــنــــتِ الشَّــــيطـانــا

و كــــــــــذا إبــــلـــيـــســــاً في المــــنـفى
كـــنـــــــــتُ الـــصَّــــــداح  و إنســـانــــــا

***

نـهـــــــدُكِ مـــظــلــــومٌ !! كــم كــُــنـــــــا
و ســـــريــــري يـــطــــــــرد مــــن جـانـــا

 و ســـــريـــرُ الــــــعـِــفـــــــَّــةِ في بـيـــــتي
مـــا ذاق الــــلـــــحـــــــــــمَ و مـــــا لانـــــا

و ســريـــــري كم كــــــــان طـــريـــــــــــاً
و الفـــــــــرش وثــــيرٌ  كـــــــم عــــــــــانى

لــــكـنَّ كـــلامي مـــــحـــــــــتـــــمــِــــلٌ
بـــــكلامِ الــــــعُــــرْب الأوزانـــــــــــــــــــا

نـهـــــــدُكِ مـــظـلـــــــــــومٌ ســـيـِّــــــدتي
لـــن أقـــبـــلَ لــلـظــــــُّـلــم مـــكانــــــــــا


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ندى الصَّباح

0


تندى القلوبُ
إذا أرنَّ السَّمعَ 
لحنٌ في السَّحر
في النَّجمِ أو تحتَ المطر
تحتَ الشِّتاءِ 
أو الضياءِ
أوالسَّناءِ
أو القمر
تندى , فلا يحلو السَّمر
تندى و مَن لي بالسَّهر!!   
***   
شوقي !
و ما للشوق برَّح بي 
وحرَّ بمُهجتي !!
جسدي  
لهيباً صار 
لو ألقيتِني
فوقَ الثلوجِ
لتوِّها حالت بخاراً .
***
أي ندى :
تندى الورودُ
بصُبحِنا
تُهدى الأسودُ
و تبتدي صيداً فريداً
نادراً
جسدي كنهدِكِ أي ندى !
و النهدُ نهدُكِ
صارَ شهداً في فمي
عزفاً بسمعي قد شدا
و حرارةُ النهدِ المشوقِ
لحِبِّه
ألفٌ ...
فقال معاتباً في صمتِه
- و الحُزنُ يعلو وجهَه
و الشجوُ يكسو جِسمَه -
: أنا مدنفٌ يا صاحبي
هل لي قبلةً في جانبي !
تشفي بها سقمي
و تشعرُني بأنِّي ثديُ أنثى ؟!
يا رقيقُ برقَّةٍ
هاتِ الشَّفاه
و الثم بها نهد الفتاه
أنا شاعرٌ
أنا حالمٌ و مقاتلٌ
و منافحٌ
قَلِقٌ
فهلا زِدتني لوناً رُخاميّاً
و عاجيَّاً فأُمسِ
في النسا
ملِكاً ,,,
تتوِّج هامتي تاجاً
أثينياً
أَصِرْ كـ "هيرا" ؟!
***
أي قيصرَ العُشَّاقِ
:هاتِ الخمرَ
 أسكِرْ مُهجَتي
و لمُقلَتي هاتِ الدواة
فاكحَل بها
و اجعلْ مناراً
أهتدي بضيائِه
أو أقتدي بصفائِه
أو أفتديكَ تأسِّياً  بوفائِه
يا قيصري :
آخيلُ  أنتَ
و قد فررتُ إليكَ منِّي
فاسقِني
ثمَّ اروِني
ثمَّ اهدِني
دربَ الوفا
دربَ الصَّفا
و لقد نُفيتُ عن الصلاحْ
آخيلُ :
فامحقْ  من نفى
آخيلُ :
و الحقْ دربَ ربٍّ
عن ذنوبٍ قد عفا


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه