حبِّي القديم

0


حبِّي القديمُ و ذكرياتي و الغزل
قد كانَ عرشاً 
فوقَ صرحٍ 
فاندثر
حبِّي... زبيدةُ تلكَ كانت 
ليسَ تعرفُ ما الهوى
لم تدرِ يوماً في معيشتِنا سوى
لحمٍ ... نبيذٍ أو عناق
أو سريرٍ
 كلَّ يومٍ لا يكلُّ من السِّباق
ليس تدري قُبلةً
للحبِّ في وسط الصَّحارى
حيث نحدو بالنِّياق
أو نظرةً دامت سنيَّاً
في تلاحينِ الغرام
تحت شطآن السَّماء
حيثُ الغزالةُ  في الغروب
تهوي ... و تعتزمُ الهروب
فرأيتُها مرآة شوقي
إذ تشفُّ عن القلوب
***
حبِّي القديم و ذكرياتي
 مرجلٌ وقتَ الظَّهيرة
لكنّه في حرِّ يومٍ لاذعٍ
أيَّامَ تموزَ الأخيرة
أوقدتُه...
أوصدتُ كلَّ نوافذِ الدَّارِ العتيقْ
ثمَّ ارتديتُ الصُّوفَ الاسودَ
زدتُ فيهِ من الحريقْ
***
حبِّي القديمُ
و آلةُ التَّسجيلِ يومَ نسيتُها
و ذهبتُ عن بيتي ...
فعُدتُ ...
رأيتُها
قد سجَّلتْ لحنَ الخيانة
فقعدتُ أطرَبُ  كالثَّكالى
حين تُطربُها الفجيعةُ
بالبُكاءِ على اليتامى
***
حبي القديمُ كمركبٍ
حيزومُه  فلقَ العُباب
فأتاه جرثومٌ خبيثٌ
فاتكٌ
مُرٌّ  فشقَّقهُ فعاب
فرميتُ نفسي في براثينِ  الهلاك
***
ذكرياتي في الهوى و الوهمِ
من حبِّي القديم
كلُّ آهٍ قرَّحتْ صدري
فأُورِدتُ الجحيم
كان درساً قاسياً
عُلِّمت أن الذِئبَ
لا يرعى بشاةٍ
في بساتينَ العقيم
عُلِّمت أنَّ الحُبَّ
 لا يُشرى بمالٍ
أو بأغراضِ النَّعيم
عُلِّمتُ أنَّ المجدِ
لا يُرقى
بساقِ الخُبثِ
و الحِقدِ الدَّفين
حبِّي القديمُ و ذكرياتي في الغزل
قد كان عرشاً فوق صرحٍ فاندثر

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه