رجوعها

0


رجَعتْ و كانتْ قبلُ تابتْ
ودَّعتني ...
ما ودَّعتني
هجَرتْ فِراشي تائِبَة
هي كالجحيمِ مُسعَّرة
في شوقِها
هي كالذِّئابِ بنابِها
و كثعلبٍ في مكرِها
قالت أتوبُ و مزَّقتها
تلكَ أثوابَ الدَّعارة
قالت تؤُوبُ لربِّها
و الحبُّ قد تنسى غِمارَه
هاتفتُها ...
و أقولُ لن تلقي التَّحيَّة
قد خِلتُها
صارت كعائشةٍ
خديجةَ ...
بنتَ عمرانٍ
 أُميمةَ أو سُمية
فإذا بها كالنِّفطِ
ينتظرُ الشَّرارةَ
 كي يؤجَّجَ
في الصَّباحِ أو العشيَّة
و دعوتُها
كيما تعودُ كما غدونا
نحتسي الكاسَ سويَّا
: " أزبيدُ رُدِّي أينَ أنت؟!
أزبيدُ ...
آهٍ لم سكتِّ؟!
زبيدةٌ رُدِّي عليَّ
لا تعودي إن أردتِ
ذا خياركِ لم فصلتِ؟!"
عتبتْ زبيدة !
كيفَ لا ؟!
قد ودَّعتْ ...
بل أهرقتْ دنَّ النبيذِ
بليلتي تلكَ الخليَّة
و لقد قعدتُ كنادمٍ
أبغي الهوى بمنادمٍ
فطنٍ لبيبٍ شاعرٍ
لا أبغي جاريةً صبيَّة
***
عاينتُ عقربَ ساعتي
فإذا به
قلبَ الدَّقيقةَ ساعةً
فشرعتُ في شُربُ المدامْ
و بدأتُ أنبشُ في قبورِ الذِّكريات
علِّي أُرائي جُثَّةً
 فأبثُّ فيها الرُّوحَ
أحيى ساعةً فيها هنيَّة
فوجدتُ فيها صورةً
لنا في اللقاءِ الأولِّ
فمكثتُ أبكيها
و صدري حرُّهُ كالمِرجلِ
حتى يئِستُ منَ الحياة
و سئِمتُ أحزاني الشَّجية
أرسلتُ كفِّي
في الفراشِ دسستُها
أخرجتُ تلك البُندقيَّة
قررتُ أن أنهي قوافي قصيدتي
بنهايةٍ ليست سوية
***
فعجبتُ لمَّا
أن سمعتُ البابَ يُطرَق
و خِلتُني ثملاً
و قلتُ
من يأتي بجوفِ الليلِ ؟!
قبلَ الفجرِ يلحق؟!
و سارَعَتْ طرقاتُه
فغدا كقلبي
فتركتُها
لمكانِها أرجعتُها
و مشيتُ
أطرقُ كلَّ ساريةٍ بدربي
و شرعتُ أفتحُ كلَّ قفلٍ
 في المسا أقفلتُه
و فتحتُه
مُتوكأً
مُستمسِكاً
بالقبضةِ الوسطى القوية
فرأيتُ أصنافَ الخمورِ كأنَّها
في حانةٍ
و كأنَّ نادلةً تلوحُ
فتأتي منها بالمزيد
أيقنتُ أني في دوارٍ
قد سُلِبتُ العقلَ عقلي
أو أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي الشَّجية
و رأتني تلكَ النَّادِلة
دفعتْ زجاجاتْ الخُمورِ
و أسرعتْ
هرعت تسابقُ ظِلَّها
نحوي
تعانقني و تبكي
تلثمُ الخدَّ المقرَّحَ
ثم تشكو بالأنينِ و بالعويل
كأنها باتتْ ضحيَّة
و أنا أقولُ
و قد أفقتُ من الثُّمالةِ :
 "هل أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي العتيَّة ؟!"
راحتْ تُقبِّلني ...
 فقلتُ إذاً
 ما ذاك حُلمٌ ...
لم تعتبي ...
لا لم تكن تلك القضية "

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه