أين المفر ؟

0

هل تعرفونَ خليلتي ؟
هل تعرفونَ عشيقتي ؟
هل تعرفون ؟
يا ليت شعري 
كيف أُبدي وَصفَها
لله قد تبدو لنا مُتعبِّدة
لكنَّها 
يا ليت شعري 
إنَّها ...
كيف السَّبيلُ لنُطقِها ؟
لكنَّها مُتمرِّدة
كيف السَّبيلُ لنَظمِها ؟
لكنَّها متفرِّدة
***  
متميِّزة
يا ليت شعري أي صدرٍ
صفحةٌ بيضاءُ
بيد جمالها أن نُقِّطت
و كنفسِها
تلك النقاطُ مبعثرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يصوغُ جمالها ؟!
متعثِّرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يضمُّ خلالها ؟!
متهافِتة
تبدو كبُنيانٍ علا
ثمَّ اعتلى
ثمَّ اعتلى
فأتاه زلزالٌ
فدُمِّرَ
فاستوى
هو و الصَّعيد
هو و الثرى
متمرِّده ...
تلك الخليلة لم تشأ
فوق السريرِ أضمَّها
فتدحرجت
فوق البساط
فخلتُها
طفلاً يُداعبُ أمه
فيفرٌّ
بيدَ رجوعَه
تدري يكونُ لحُضنِها
مُتمرِدة
لكنَّني أبغي النفار
و هي تبدو في يدِي
كالحبلِ
مهما طالَ فالأطرافُ عندي
فاذهبي
ثمَّ اختفي
ثمَّ اصعدي
ثمَّ انزلي
فالقلبُ قلبُكِ في يدي
أنا ساحرٌ لن أعتدي
أنا شاعرُ القولِ النَّدي
***
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمَتْ
في أنَّها
قد تستطيعْ
في فنِّها
صيدي
و ظنَّت أنَّني
مثل الذين تعرَّفتْ
في ماضي حُزنٍ قد يطولْ
في ماضي بؤسٍ لا يزولْ
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمُتْ
أنَّ القلوبَ
لو استطاعتْ جمعَها
تغدو كَطَودٍ
 ثمَّ يأتي
القلبُ قلبي
يعتلي تلكَ القُلوبْ
متوهِّمة
لكنَّها لن تستطيع
أين المفرُّ خليلتي ؟!
فأنا طموحاتُ الجميع
***
إن شئتِ سيري مِن ورائي
في الطَّريقِ لتنظري
في أعيُنِ الطِّفلِ الصَّغيرِ
و أعينِ الشَّيخِ الجليلِ
و  في عيونِ الجاريةْ
و في عيونِ المؤمناتْ
و في عيون الثَّيِّباتْ
و  في عيون المومساتْ
و في رُخامِ السَّاريةْ
و لتنظُرِي كلَّ الطِّيور
بعُشِّها
أو  في السَّما
أو  في الشَّجر
و  لتنظري ما تنظُرين
تجدي الطَّبيعةَ كُلَّها
نخَّت و راحت آمِله
في مطلبٍ
لإشارةٍ من أصبعي
تجدي المطامعَ كلَّها
صبَّت كنهرٍ كلُّها
في مرتعي
فخُذي البشارةَ
و البشارةُ كلُّها
أنَّ التَّمرُّدَ لن يعد يُجدِي
فهيَّا
فامسحي عرشَ الأميرْ
و انهلي الشِّعرَ الغزيرْ
لا تعبَثي
أو  تلعبي
في حُجرِ أُستاذٍ
فتلقَي في السَّعير
فخذي البشارةَ كلَّها
و  ترقَّبي اليومَ المثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه