لون البنفسج 1

0


لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ 
أرَّقَ الجفنَ المقرَّحَ 
أي ندى!
لونُ البنفسج
إذ كسا الصَّنمَ القديم .
حجارةً كان الرُّخام
صلصالُ نهدُكِ 
صوتُه كان الصَّدى
نحاتُه 
قد كانَ عبداً أسوداً 
من بربرِ المِصرِ الرديمْ
كالطينِ كانَ النهدُ
 نهدُكِ
فارتدى
ثوباً جليلاً
كالبنفسجِ لونُه
فرأيتُه
و أناملي
مسحت شقاءً
فوقَ صفحتِه يُقيم
و محتْ عذاباً و الصّدا
***
لولا شفاهي
ما تكوَّر نهدكِ الحنطيُِّ 
طول الدهر لا
لولا يديَّ و قُبلتي
ما كان فيك شعور أنثى
لا و لا
لولا نصأتُكِ في الضحى
فوق الفِراش
لولا نهضتِ في الضحى
بل طرت فوق الصَّدر صدري
تعربدي
و تمايلي مثل الحمام
تخايلي زَهوَ الفَراش
***
لولا سعيري يا ندى
هل كان خصرُك راقصاً!!
لولا فراشي و الستائر يا ندى
هل كان ثديُكِ عابثاً!!
هل صار نهدك
كالحرير
على السرير ملامسا
لولاي ما ذقت بدهرك متعة
و لطالما مارستِ حبَّاً
قبل حبي
و لطالما قد ذقتِ شهداً
ليس فيه كمثلِ شهدي
و لطالما
و لطالما
***
لونُ البنفسجِ آيةٌ
فهِّمتها عند الصباح
لون البنفسج
قد حوى أثداءها
لكن فهل يجدي الحرير أو القماش
إذا تعاصفت الرياح!!
كانت تقربني يداها
في الغدوِّ و في الصعود
و في الهبوط و في الرواح
كانت تقربني
لتلثم جبهتي
أو لتقضم رقبتي
كادت لتزلف لي حشاها
من شوقها
يا كثر ما فعلت
بتلك الليلة الليلاء
مع طول التمايل
و التوجع
والأنين مع الصياح
يا بُعد تلك الليلة الدهماء يا
يا وحشة القبر المعذّب
لو بقيت
يا خوفي بعد الحشر
لو قالت جهنم
:"يا مليكي هل هنالك مزيد"
لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ
 في سريري قد عدا !

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لون البنفسج 2

0

لونُ البنفسجِ في الضحى 
عني الشقاءَ و قد محا 
و شقائقُ النهرِ العميقِ  
بجنَّتي 
صارت كقلبي إذ هوى 
و النهرُ طالَ جفافه 
و الجمرُ في القاعِ استوى 
و بجانبِ النهرِ الطَّويلِ  
حشائشٌ 
خضرٌ  
و ذئبٌ قد عوى
و لجانبِ الذِّئبِ الهصورِ
رهائنٌ
سبعٌ بسجنٍ قدْ طوى
و لجانبِ السَّبعِ الهزيلِ
حبائلٌ
و السِّجنُ يعصفُ ما حوى
و بداخلِ السجنِ القديمِ
 ستائرٌ
حجبتْ , كما في نينوى
تلكَ السَّتائرُ
أي ندى ما يُـردِني
في السجنِ
و الأحبالُ عندي تــُـرتدى
ثوباً ...
و ثوبي حالَ مجداً للعـِـدا
مجداً ...
و مجدي كالأساطيرِ ابتدا .
***
أسطورةٌ عرشي ندى
أسطورةٌ ...
يا ليتها صارتْ هـُـدى
و اللحنُ لحني ما شدا
بل كيف يشدو  ؟!
و الردى
صارَ الجزاءَ لمن تكلمَ
 أو أشارَ لدربِه
أو  فسَّرَ الكـلِمَ العميقَ بحبِه
أو لاحَ نجماً كي يُنيرْ
أو كبدرٍ في السما
بسنائهِ يُلفى الهدى
هُبِّي ندى !
لا تجزعي
لا تحزني
لا تقنطي
فاللحنُ لحني
 قد تجهَّزَ فاسمعي
أو فافهمي
بمشاعرِ الطِّفلِ الصغيرْ
إن لم تكوني
بالموسيقا تعلمين
***
لو كان ثديك حكمةً
لفهمتها
لو كان ثديك لقمةً
لأسغتها
لكنَّ نهدك شهوةٌ
فخذي الموسيقا و اصعدي
عُبِّي شذاها
و اشهدي
أنِّي على الأسماع يوماً
و القلوبِ سأغتدي
فلتفهمي
بمشاعر الطفلِ الصغيرِ
و عقلِه
لو كان فهماً فيكِ
أو فالحَدي أثداء حبِكِ أي ندى.

***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ديوان البغض و فلسفته الجزء الثاني

0

عودةٌ بغيضة

0


ذهــــــبــتْ ... لـــــــترجِــــعَ في ثــيـابِ صــــلاحِ
رجـــــعــتْ ... لـــــــتُرجِــــعَ أنَّــتي و جـــــراحي

ذهــــــبــتْ و كانـتْ قبلُ تـابـــتْ ... و ادَّعــــــــتْ
أنِّي مقـاتـــلُ قـــــــــــــد أُزيـــــلَ ســــــــــلاحي

ذهــــــبــتْ و كُـنـا في جـــهـنــمَ نـرتـــــــــــجي
رشـفــــاتِ زمـــزمَ ... فــارتمــــــــت أقـــــداحي

و تلـكـّأ الــقلــمُ الجـمــيــلُ بــِحُــــــــــــزنــــــِـه
لمــــــــــــا رنــــا إيــــذاءَهــــــــا بــصبــــاحي

يـا هــنــدُ : مـالــكِ ؟! هــل تـعـــــــــــودُ قـريـحـةٌ
كالـذئـبِ تــعـــــــــوي ... ترتـــــمي في ســاحي؟!

يا هــنــدُ : قـــــــــد أذهـبــــــتِ شـِـعري آنـِـفــاً
و اليـــــــومَ قـــد أرهــــبـــتــه بـــنـُــبــــــــــاحِ

يا هــنــدُ : مهـــما كـــــــــان ثــديـُــكِ طـــــاهراً
أو إن ظــــهَرتِ بـــمــظـــــــهـرِ الإصـــــــــــلاحِ

فــلــقـــــــــد رأيــــتُ الـــروحَ روحَــكِ دُنــّـِسَتْ
مـن مــــكـرِ عقـلِــكِ ... في زنىً و سِفـــــــــــــاحِ

***

ذهـبـــتْ ... لــترجِــعَ فــــــاحتضنتُ شــفاههــــــا
بــشفــــــاهِ جهـــــــلٍ ... فــــــازدهــتْ أفــراحي


عـانـقــتُهـا في الــــــــــــبـابِ , ثــــمَّ دخـلـتُ كي
أرنـــــــو الجــــــمالَ بشِــبـــــــــهِــــهِ ... كمُباحِ

 و نســــــيتُ أني تــائــبٌ لمــَّـــــــــا سـقــــــــتْ
مــن مَكــرِهـا , مـــــن سُـمِّـــــها النـَّــــضــَّـــاحِ

قــــامـــتْ تُصــــــــــلـي كـالمــنـافقِ تــــائــبـــاً
مَـــكـــَثــَتْ تُرتِّـــــــــــــل في غــــــــدوْ و رواحِ

لبـــســــتْ مُــــلاءَةَ جـــــــــــــدَّتي ... فرأيــتــُها
و كمــــــــا حَــــــكــــوا لي في تقىً و صـــــــلاح

و ذهـــــبـــــتُ أهـــــذي  كـالعفيفِ بـلــيــلــِـــها
عـــــانـــقـــتــُهــا , فنســيـــتُ جُلَّ فــــــــــلاحي

فـــــوجــــدتُــهـا مــــن حرِّهــــا أو وجــــــــدِها
تــــغــــلي ... فزادَ اللــّـــَحــــمُ بــــالإيضـــــــــاحِ

فرأيـت ثـــــــــــديـــاً كالرخـــامِ , مـــــــــكـوراً
و رأيـــــــــــــت خـــــصراً فـــــــاستزدت براحي

حتى أزاحـــــــت كل ثـــــــوبٍ , و ارتــــــــــمت
: واهــــاً خـــلـيــــــلي مرحــــبـاً يـــا صـــــاحي

هــــــا قـــــد هـــــجرنـــا ثــم عُـــــدنا لــلــهوى
فـــــإذا بــــــــها عريـــــانـــــةً في ســـــــــاحي

و نهــضـــتُ عــــــنــهـا بــــــالـــهـجـيرِ مُـسـَـعّراً
لـــــــــمَّا مررتُ بِســــــــاقــــِـــــــها الـــــذّبّاحِ

أغـــــلي من الشـّــــــــــــوقِ العنيفِ لـــــــها , و لم
أسطـِــــــــع أذودَ جمــــــاحــَـها بســــــــــلاحي

حتى امــــتـزجــــــنــا بــــالــــــــفراشِ لــــــذاذةً
مـــــــثـــلَ الجُســــومِ تــُــنـــــــــــاطُ  بــالأرواحِ

و ذهـــــبــــنـا في كــــــلِّ الـــدّروب , و لــم نعـُـدْ
نلـــــــــوي عـــــلى صوت الأذان

فــــــــأنــا , و تســــكابُ الخـــــمورِ , و نهـــــدُها
و هي الخـــلـــــــــــــــيــلـةُ تحـــــتـضِـن أتراحي

و تـُـــفرِّغُ الـــــــحُزنَ العـــــــمـيقَ من الحــــــشا
و تقــــــــــولُ : إيهِ , شـــــــقـائــــقٌ و أقــــــاحي

أنـــــا هـــــهـنـا في حِضـــــنـــِـــها كـُــــلُّ المنى
أنـــــا هـــــهـنـا و لقـــــــد نســــــــيــتُ جراحي

أنـــــا مُرتَمٍ في حـِـــــجرِهـــــــــا , فمـٌـقـَـبـِّـــــلاً
أثــــــدَاءهـــــــــا , و معـــــــاوِداً إصــــــــلاحي

أنــــــا لــــــــن أعـــودَ , و هـــل أعودُ , و لـيـتـني
مــــــا عــُــــدت , ليتني أو مـــلـــكتُ جمـــــاحي

تـــــبـّاً لـــــنـا , تـــــبـّاً سريري , لـــيــــتـــــــني
أغـــــلـقـتُ بـــــــابي , و الــــتزمــــتُ صــــلاحي

تـــــبـّاً لـــها ... و لــــقـــدْ كرِهــــــــتُ فِراشَـــها
فطــــعـــنــــتُ قــــلـــبــاً ســـافـــِــــــلاً برماحي

***

ذهــــبــتْ لـــتـرجِــعَ فــاسـتـفـقــتُ بــــحــُجرتي
فرأيــتــُـــني و كــــفـــاقــــدٍ مـِــفـتـــــــــــاحي

أحـــــتـــارُ في دربِ الرُّجـــــــوعِ ... فــــــلـَم أزِدْ
أن قــُـــلـتُ ربي ... فـــامـــــــتــــلت أقـــــداحي

فعـــجـــبــتُ مـــن كرمِ القــــــــــديرِ و لـــؤمِنــا
ثمَّ اغـــــتــســلـــتُ ... و قــــــد بـــــدأتُ صباحي

 : لاهـــــــمَّ عـــبــــدُكَ تـــائبٌ ... فــــــــأمـــدَني
ثــــــــمَّ اســـــتزدتُ فزادني بــــــنـــــــــجــــاحِ


لاهـــــمَّ غــُـفرانــــاً ... و حمــــــــــــــــداً إنــــَّه
سينيرُ دربــــــاً مــُـــظــلــِـماً مصـــبـــــــــــاحي


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فلسفةُ القصة

0


تعــــــــــالَي قـــــــــلــتُ إذ نــــــــادتْ تعــــالَى
فمــــــا أبــــــــــــديـــــــــتُ أو أبـــــدتْ مِطالا 

تعــــالَي يــــا ظـلــــــــومُ ... فــــــــجُرحُ شــعـبي
ترشـــــرشَ بالدّمَــــا حـــــتى اســـــــــــتــحــــالا

و لســـــــــــــــتُ أرى لشـــعــبي غــيرَ ســيـــفي
فـــهــل تــــدرينَ مــــن ينوي الصِّـــــقـــــــــالا  ؟

تعــــالَي ... إنـــني ظمـــــــــــــــــآنُ , لــــــكـنْ
أخــــــــذتُ الــــــكأسَ مـكـــــســوراً فســــــــالا

فرُدِّي كــــأســــــــكِ المـــكــســـــــــورَ  ... إنِّي
خـــبـــأتُ الــــــــكأسَ في حِصــنٍ تــــــــــــعـالى

فرُدِّي كــــأســــــــكِ المـــكــســـــــــورَ  , قالت
وجـــدتـــــــكَ أبـــيـــضــاً بحــــــيــــاتي فـــــالا

و رُمــــتُ  حـــــلاكَ أعشـــقـُـــه , و عــــيــــنــي
رأتْ بـعـيــونــِـكَ الشّــُـهـــــــــــــــلِ المــَــنــالا

فــلــســتَ لتـــكـسرَ الـقــــــــــلـــــبَ المُــعـنّى
و لـســــتَ برافـــضٍ هـــــذا الجـــــــــــــــمـــالا

و لـســــتَ بِراددٍ كـــــــاسي , و لـســــــــــــــنا
نــفرِّقُ أنـفـســــــــاً تـــــــــــــاهـــــــــــت دلالا

***

أجيبي ســــــــــــيــِّـداً أضـــــحى عــمــــــــيـداً
بـبـيـتِ الــــحبِّ إذ بـــــلـغَ الـــــكــــــــــــــمالا

أجيبي ســـــــــــيـــداً أضـــــحى فريــــــــــــداً
بــــــعـرشِ الشـَِّــعرِ , أو رُدي الســـــــــــــــــؤالا:

ألســـنا خـيرَ مـــــــــن نــــــظـمَ الــــــــــقـوافي
و مــــــن أبــــــــدى بـفــــنّ الــحبِّ قـــــــالا !

ألســــنــا خيرَ مـــــــــن نــــَــطـقَ الــــــقـــوافي
و خـــيــــرَ الــنـاسِ بعــدَ الرًّسْــــــــلِ حــــــالا ؟!

: أُحــبُّـــكَ ... إن أقُلْــــهـا قلتَ ضَــــــــعــــفــــاً
فقلبي لـــم تـــرُمـْهُ  فـــلــــن تـــنـــــــــــــــــالا

و حُــــبـــكَ قــــد برى نهدي ,,, و مـــــــــهــمـــا
أكــتـّـِم في جــــفـاكَ الـــدَّمــــعَ ســـــــــــــــالا

: ألا فـلـتـحـذَري الــــــــبـارودَ , و اخــــــــــــشَي
عـــــــيـونَ النسرِ حتى لــــــــــو تـــــــــــــعـالى

فَــــذِي شـــــررٌ ... و تــلــكِ الــــــــنـارُ تشـــوي
ألا لا تحــسـبي هــــــــــذا ســــــجـــــــــــــــالا

و لــــــــو قــــدَحَـــتْ عـــيـونُ الــــنــسرِ فـيـكم
لــــــــذاب الصــــخــرُ عــــنـــدكُمُ و ســـــــــالا

***

ألا يــــا شــــــمــسُ كــــيـفَ رأيــتُ فـــيـــــــهـا
طــــــيـــورَ الــــــجـوِّ شــــاردةً عـــــــــجــالا !!

ألا يــــا شــــــمــسُ قـــد شــــاهدتُ كــَــــــدْراً
فــــــراحَ الشعرُ يســــــتــجــدي الـمـَــــــــقـــالا

و فــــــاح الـــعـــطرُ في جــــوِّي عـجـيـــــبــــــاً
 و فــــــاح الســـــمُّ مطَّــــرداً  و جـــــــــــــــــالا

عـجــبـــتُ  , سمــــــــــــــاءُ أنـظــرُها و لــــكن
أطــــأطي  الرأسَ نـــــــــــــــــحـــو الأرضِ !! لا لا

فسالتْ دمـــــــعــةٌ , فــــــــــارتــــجُّ ســـــــطـحٌ
مــن الأكــــــدارِ يســــتـــجــــدي الصِّـــــــقـالا

يـخـــــــالُ الــــــــــكـِدْرُ أن يُمسي سمــــــــــاءً
إذا ما طـــــــرفُـــــــنـا في الــــكـِدرِ جــــــــــالا

***

ألا يــــا شــــــمــسُ لا تخشَــــــي عــــــــــــذولاً
مقـــــــــــــالي الـــيـــومَ قـد أضحى بــِــــــــــلالا

ألا يــــا شــــــمــسُ كـــم مـــزًّقــتِ قـــــــلـبي !
فــــهــلَّا جـــئــتِ كي نُـــنــهي السّـِــــــــــجالا ؟

ألا يــــا شــــــمــسُ مـــــا أصفى فـــــــــــــؤادي
بـــــيــــومِ الحربِ لــــــو كــنـــتُ الــــــــــهــلالا

فــــــــــذاكِ الـــــبــدرُ , يـــــومَ رأيـــتِ بــــدراً
أذابَ الشَّــــــوقُ مهــــجـَــتــَــــــــه و نـــــــــالا


***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تخافين ضوء القمر !!

0

أراكِ تخافينَ ضوءَ القَمَرْ
أراكِ رُسُومَاً و فيها صُوَرْ
أراكِ سَرَابَاً
أراكِ خَرَابَاً
أراكِ سَحَابَاً يُديمُ السَّفَر
أراكِ جَميلَةَ عَصْرٍ قَديمْ
أراكِ خَليلةَ عبدٍ لئيمْ
أراكِ سَليلةَ مجدٍ عظيمْ
أراكِ حَفيدةَ جدٍ كريمٍ
و فيها جُنونٌ
و جَهلٌ عَميقٌ
و فيها بَلاهَةُ أهْلِ الوَبَرْ 
***
أراكِِ كَصَوتي
أراكِ كَمَوتي
أراكِ لحَتفي كَحِلفٍ سَقيمْ
أنا طَورُ مَجدٍ
أنا نُورُ وَجدٍ
أنا نارُ زَندٍ كَنارِ الجَحيمْ
و بستانُ طُهرٍ أجاصٌ و تينْ
أنا حُورُ عينٍ و سِدرُ النّعيمْ
أنا الضّوءُ
سِجنٌ و خُبزٌ عجينْ
أراكِ تخافينَ ضوءَ القمرْ
أراكِ تُجيلينَ فيَّ النظرْ
أراكِ ستُمسي لحُبي رُخاماً
كعِطرٍ جَميلٍ
كعِطرِ فَرنسا
و قَلبُكِ أقسى
و نحرُكِ أمسى كنحرِ الغجرْ
و نهدُكِ أفلتَ حبلَ الفِكَرْ
و خصرُكِ , ساقُكِ , لونُ العباءةِ
تُوحي العِبَرْ
و نوعُ الشريطةِ
لونُ الخريطةِ
صِرتُ أراها تْعيثُ الضَّجَر
و تبعثُ في النَّفسِ شوقَ المَلالةِ
حُبَ السّفَرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
***
أراكِ سلاحاً رخيصَ الثَّمنْ
أراكِ عبيراً
أشُمّكِ ضَوءاً
أخالُكِ ذِئباً
فأنتِ لمالي حَصاةُ الوَبَرْ
و أنتِ لغُسلي
كصابونِ طُهرِ
فلونٌ
أريجٌ
و زيتُكِ مُقذي
و طعمُكِ مُؤذي
و قد شبَّهتُكِ بالمُنحَدَر
أخافُكِ خوفي التّعثّرَ دَرْبي
فأَمشي أسيرْ
بدَرْبٍ عسيرْ
أقولُ لصَحبي :"أنا في خَطَر
فهل فيكُمُ صَحْبي
كُفؤٌ يرى لي
إذا لاحَ في الدَّربِ
شكلُ الحُفَر ؟"
***
زبيدةُ , هِندُ : فَهَا قَدْ هَجَرْتُ
فإن شِئتِ ضُمِّي جُذوعَ الشّجَرْ
فَشَوْقِي لِلَمسِكِ شوقَ الحَجرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
فخوفي لِذاكِ
لأني أرَاكِ و لسْتُ أراكِ
تمرّدُ روحِكِ يُؤذي مَلاكي
و فيكِ جَرائِمُ تُهلِكُ زَرْعي
و فيكِ جراثيمُ تُبدي الضَّررْ
أراكِ أراكِ كَعُودِ الأرَاكِ
إذا جَفَّ طَاحَ
إذا حُفّ رَاحَ
إذا ما ثَنيتُ العُودَ انكسرْ
فخُصلةُ شَعرِكِ بينَ الدّفاتِرِ
قبلَ وفاتِكِ
بعد فواتِكِ
كنتُ أراها
تُجدَلُ جَدلاً
تَصلُحُ حَبْلاً
ثمَّ أراها بأدنى سَقَرْ
***
نهدُكِ كانَ بأوّلِ حُبِّي
رمزَ السّعَادَةِ
خصرُكِ كَانْ
و رقصُكِ خَلفَ السّتائِرِ كانْ
و لُعبُكِ فَتْلَ الضّفائِرِ كانْ
و كانَ و كانْ
ألا لَيتَ شِعرِي يَحْكي السّريرُ
بِلثمِ الشِّفاهِ و قَضْمِ الثّمَرْ!
و ما كانَ تَحْتَ الغِطاءِ الحَريرِ
أعظمَ كانْ
و كان شُعورٌ يطيرُ بجِسمِي
فأغزُو الفَضَاءَ
و أرنو الضِّياءَ بليلٍ ظَلامٍ
أعودُ لألقى الشّعورَ الغريبْ
أعودُ فأرنو السُرورَ
و سِحرُ اضّطجاعي , و نَهدكِ
سِحرٌ عجيبْ
أعودُ فلا ألقى ثَمّةَ سِحْرَاً
و في الصُبحِ
أرنو لجِسمِكِ صَحناً
رقيقاً صَفيقاً
و لكنّ صَحنَكِ كانَ مَليئاً
فلمّا شَبِعْتِ 
و لمّا شَبِعْتُ
مللتِ من الصحنِ
بعدَ اْن مَلَلتُ
و كانَ الصّحنُ كأَثْمنِ مُلْكي
فلمّا مللتُ الصّحنَ انكَسَرْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بعد الحب2

0


أعلمُ أنكِ تستمعينَ لكلماتي
كصبيٍّ مدللٍ
تناوم في حضنِ أمه
و لكنْ
و لكنَّ الصمتَ
 حولكِ مُطبقٌ صغيرتي
فكيف لكِ أن تُنطِقيه !!
حتى إذا عجزتِ 
إذا بكِ 
من يُردِّدُ صدى تلكِ الحُروف
المُصمَتةِ 
أو المُطبَقَة
أو حروفِ الجهرِ و الاستِعلاء
و التفخيمِ و الإظهار,
أما حروفُ الترقيق 
و الهمسِ 
و اللينِ
و الرخاوة ِ
فهي ليست لتلقى منكِ
أذناً صاغية
فلستِ تعرفين
و لن تتعلمي
كيفيَّةَ الإنصاتِ إليها
إنه لا يضُمُّها قاموسكِ الجاحد
و لا تتلقَّفُها
 أقمشةُ جسدكِ البارد
فهي
ذاتُ سحرٍ بين الحروفِ عجيب
فلا تحاولي
لستِ بالغةً ذلكِ العلم
حتى لو لقَّنتُكِ
طرائقَه و أساليبَه بنفسي
***
لورينُ
أراكِ الآن تتنهدينَ
خائفةً
مرتعشةً
يكادُ البردُ
أن يوقفَ قلبكِ
و حرارةُ ألفاظي
أن تُسيلَ أناملكِ
و قُوتُها تكادُ
أن تعصفَ بك عصفاً
كما تلكِ العجوزُ
يتطايرُ شَعرُها
لكنَّكِ لينةٌ
رقيقةٌ
يكادُ إعصاري
أن يُحيلكِ رَماداً
أو غُباراً
أو رِمالاً
أو  ...
أو لا شيء
أن يُحيلك
إلى صوتِ طفلٍ يستنجدُ أباه
إلى لحنِ هاتفٍ
يستصرخُ عدوَّه.
فلا تَرينه مُجيباً
إلا على روحِه
أو دونَ ذلكِ
 بقليلٍ أو بكثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بعد الحب1

0

لورينُ  
يا فسيلةً زرعتُها 
بحديقتي عند الصباح
لورينُ
يا أريكةًارتفقتها
تحتَ شُجيراتِ الأُترجّ 
و السفرجلِ 
و التوتِ الدمشقيِّ 
و الأجاصِ 
و التينِ 
و الزيتونِ
و  التفاح
لورينُ
يا أميرةً
لم تكُ إلا عجوزاً
عصفَتْ بحنَّاء شعرِها الرياح
لورينُ
يا صديقةً
لم تكُ قبلُ إلا
من البراهِمةِ
أو الزَّنادقةِ
أو من مردةِ الجانِّ المُصفَّدينَ
أو الأشباح
***
لورينُ
 أيتها الأنثى
هل لكِ أن تعترفي بخطاياكِ
التي ارتكبتِها ؟.
فقط 
نادِني أبتاه
نادِني
كي أغفرَ لكِ
 ما جنته يداكِ
لورينُ
أيَّتُها الآيةُ الكريمة
لورينُ
أيُّها السِّفْرُ القديمْ
***
لورينُ
يا صورةَ السماءِ في نفسي
لورينُ
يا وجنةَ الأرضِ في فكري
و يا مَسرحَ الضوءِ
الأسطوريِّ الساقط في خيالي
يا أنتِ
يا أنتِ
يا من جعلتُ النارَ
فوقَ رُباها
قطعاً قطعاً
يا منْ أرقتُ الدِّماءَ
على حقولِها
و في حوافِّ ينابيعِها
قطعاناً قطعاناً
و أسلمتُها النُّجومَ
قناديلاً
بها تُضيئُ حوانيتَها
يا من ذبحتُ الشِّياهَ
قرابينَ لوجهِها
نحرتُ الإِبِلَ فِداءً لنحرِها
يا من أراها و لا تراني !
لسوف  تَراني و لا أراها
***
يا من على سِحرِها
أو سُكرِها
أو مَكرِها
أو فِكرِها
أتقلبُ
كصيَّادٍ فاقدٍ للصَّبر
بحاثٍ
عن الماسِ و التبر
في غدوٍّ و رواح
كرَقَّاصِ ساعةٍ صينيةٍ عتيقة
يدقُّ جرسُها
كنواقيسِ كنائسِ عُربانِ النَّصارى


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه