تخافين ضوء القمر !!

0

أراكِ تخافينَ ضوءَ القَمَرْ
أراكِ رُسُومَاً و فيها صُوَرْ
أراكِ سَرَابَاً
أراكِ خَرَابَاً
أراكِ سَحَابَاً يُديمُ السَّفَر
أراكِ جَميلَةَ عَصْرٍ قَديمْ
أراكِ خَليلةَ عبدٍ لئيمْ
أراكِ سَليلةَ مجدٍ عظيمْ
أراكِ حَفيدةَ جدٍ كريمٍ
و فيها جُنونٌ
و جَهلٌ عَميقٌ
و فيها بَلاهَةُ أهْلِ الوَبَرْ 
***
أراكِِ كَصَوتي
أراكِ كَمَوتي
أراكِ لحَتفي كَحِلفٍ سَقيمْ
أنا طَورُ مَجدٍ
أنا نُورُ وَجدٍ
أنا نارُ زَندٍ كَنارِ الجَحيمْ
و بستانُ طُهرٍ أجاصٌ و تينْ
أنا حُورُ عينٍ و سِدرُ النّعيمْ
أنا الضّوءُ
سِجنٌ و خُبزٌ عجينْ
أراكِ تخافينَ ضوءَ القمرْ
أراكِ تُجيلينَ فيَّ النظرْ
أراكِ ستُمسي لحُبي رُخاماً
كعِطرٍ جَميلٍ
كعِطرِ فَرنسا
و قَلبُكِ أقسى
و نحرُكِ أمسى كنحرِ الغجرْ
و نهدُكِ أفلتَ حبلَ الفِكَرْ
و خصرُكِ , ساقُكِ , لونُ العباءةِ
تُوحي العِبَرْ
و نوعُ الشريطةِ
لونُ الخريطةِ
صِرتُ أراها تْعيثُ الضَّجَر
و تبعثُ في النَّفسِ شوقَ المَلالةِ
حُبَ السّفَرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
***
أراكِ سلاحاً رخيصَ الثَّمنْ
أراكِ عبيراً
أشُمّكِ ضَوءاً
أخالُكِ ذِئباً
فأنتِ لمالي حَصاةُ الوَبَرْ
و أنتِ لغُسلي
كصابونِ طُهرِ
فلونٌ
أريجٌ
و زيتُكِ مُقذي
و طعمُكِ مُؤذي
و قد شبَّهتُكِ بالمُنحَدَر
أخافُكِ خوفي التّعثّرَ دَرْبي
فأَمشي أسيرْ
بدَرْبٍ عسيرْ
أقولُ لصَحبي :"أنا في خَطَر
فهل فيكُمُ صَحْبي
كُفؤٌ يرى لي
إذا لاحَ في الدَّربِ
شكلُ الحُفَر ؟"
***
زبيدةُ , هِندُ : فَهَا قَدْ هَجَرْتُ
فإن شِئتِ ضُمِّي جُذوعَ الشّجَرْ
فَشَوْقِي لِلَمسِكِ شوقَ الحَجرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
فخوفي لِذاكِ
لأني أرَاكِ و لسْتُ أراكِ
تمرّدُ روحِكِ يُؤذي مَلاكي
و فيكِ جَرائِمُ تُهلِكُ زَرْعي
و فيكِ جراثيمُ تُبدي الضَّررْ
أراكِ أراكِ كَعُودِ الأرَاكِ
إذا جَفَّ طَاحَ
إذا حُفّ رَاحَ
إذا ما ثَنيتُ العُودَ انكسرْ
فخُصلةُ شَعرِكِ بينَ الدّفاتِرِ
قبلَ وفاتِكِ
بعد فواتِكِ
كنتُ أراها
تُجدَلُ جَدلاً
تَصلُحُ حَبْلاً
ثمَّ أراها بأدنى سَقَرْ
***
نهدُكِ كانَ بأوّلِ حُبِّي
رمزَ السّعَادَةِ
خصرُكِ كَانْ
و رقصُكِ خَلفَ السّتائِرِ كانْ
و لُعبُكِ فَتْلَ الضّفائِرِ كانْ
و كانَ و كانْ
ألا لَيتَ شِعرِي يَحْكي السّريرُ
بِلثمِ الشِّفاهِ و قَضْمِ الثّمَرْ!
و ما كانَ تَحْتَ الغِطاءِ الحَريرِ
أعظمَ كانْ
و كان شُعورٌ يطيرُ بجِسمِي
فأغزُو الفَضَاءَ
و أرنو الضِّياءَ بليلٍ ظَلامٍ
أعودُ لألقى الشّعورَ الغريبْ
أعودُ فأرنو السُرورَ
و سِحرُ اضّطجاعي , و نَهدكِ
سِحرٌ عجيبْ
أعودُ فلا ألقى ثَمّةَ سِحْرَاً
و في الصُبحِ
أرنو لجِسمِكِ صَحناً
رقيقاً صَفيقاً
و لكنّ صَحنَكِ كانَ مَليئاً
فلمّا شَبِعْتِ 
و لمّا شَبِعْتُ
مللتِ من الصحنِ
بعدَ اْن مَلَلتُ
و كانَ الصّحنُ كأَثْمنِ مُلْكي
فلمّا مللتُ الصّحنَ انكَسَرْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه