ذهــــــبــتْ ... لـــــــترجِــــعَ في ثــيـابِ صــــلاحِ
رجـــــعــتْ ... لـــــــتُرجِــــعَ أنَّــتي و جـــــراحي
ذهــــــبــتْ و كانـتْ قبلُ تـابـــتْ ... و ادَّعــــــــتْ
أنِّي مقـاتـــلُ قـــــــــــــد أُزيـــــلَ ســــــــــلاحي
ذهــــــبــتْ و كُـنـا في جـــهـنــمَ نـرتـــــــــــجي
رشـفــــاتِ زمـــزمَ ... فــارتمــــــــت أقـــــداحي
و تلـكـّأ الــقلــمُ الجـمــيــلُ بــِحُــــــــــــزنــــــِـه
لمــــــــــــا رنــــا إيــــذاءَهــــــــا بــصبــــاحي
يـا هــنــدُ : مـالــكِ ؟! هــل تـعـــــــــــودُ قـريـحـةٌ
كالـذئـبِ تــعـــــــــوي ... ترتـــــمي في ســاحي؟!
يا هــنــدُ : قـــــــــد أذهـبــــــتِ شـِـعري آنـِـفــاً
و اليـــــــومَ قـــد أرهــــبـــتــه بـــنـُــبــــــــــاحِ
يا هــنــدُ : مهـــما كـــــــــان ثــديـُــكِ طـــــاهراً
أو إن ظــــهَرتِ بـــمــظـــــــهـرِ الإصـــــــــــلاحِ
فــلــقـــــــــد رأيــــتُ الـــروحَ روحَــكِ دُنــّـِسَتْ
مـن مــــكـرِ عقـلِــكِ ... في زنىً و سِفـــــــــــــاحِ
***
ذهـبـــتْ ... لــترجِــعَ فــــــاحتضنتُ شــفاههــــــا
بــشفــــــاهِ جهـــــــلٍ ... فــــــازدهــتْ أفــراحي
عـانـقــتُهـا في الــــــــــــبـابِ , ثــــمَّ دخـلـتُ كي
أرنـــــــو الجــــــمالَ بشِــبـــــــــهِــــهِ ... كمُباحِ
و نســــــيتُ أني تــائــبٌ لمــَّـــــــــا سـقــــــــتْ
مــن مَكــرِهـا , مـــــن سُـمِّـــــها النـَّــــضــَّـــاحِ
قــــامـــتْ تُصــــــــــلـي كـالمــنـافقِ تــــائــبـــاً
مَـــكـــَثــَتْ تُرتِّـــــــــــــل في غــــــــدوْ و رواحِ
لبـــســــتْ مُــــلاءَةَ جـــــــــــــدَّتي ... فرأيــتــُها
و كمــــــــا حَــــــكــــوا لي في تقىً و صـــــــلاح
و ذهـــــبـــــتُ أهـــــذي كـالعفيفِ بـلــيــلــِـــها
عـــــانـــقـــتــُهــا , فنســيـــتُ جُلَّ فــــــــــلاحي
فـــــوجــــدتُــهـا مــــن حرِّهــــا أو وجــــــــدِها
تــــغــــلي ... فزادَ اللــّـــَحــــمُ بــــالإيضـــــــــاحِ
فرأيـت ثـــــــــــديـــاً كالرخـــامِ , مـــــــــكـوراً
و رأيـــــــــــــت خـــــصراً فـــــــاستزدت براحي
حتى أزاحـــــــت كل ثـــــــوبٍ , و ارتــــــــــمت
: واهــــاً خـــلـيــــــلي مرحــــبـاً يـــا صـــــاحي
هــــــا قـــــد هـــــجرنـــا ثــم عُـــــدنا لــلــهوى
فـــــإذا بــــــــها عريـــــانـــــةً في ســـــــــاحي
و نهــضـــتُ عــــــنــهـا بــــــالـــهـجـيرِ مُـسـَـعّراً
لـــــــــمَّا مررتُ بِســــــــاقــــِـــــــها الـــــذّبّاحِ
أغـــــلي من الشـّــــــــــــوقِ العنيفِ لـــــــها , و لم
أسطـِــــــــع أذودَ جمــــــاحــَـها بســــــــــلاحي
حتى امــــتـزجــــــنــا بــــالــــــــفراشِ لــــــذاذةً
مـــــــثـــلَ الجُســــومِ تــُــنـــــــــــاطُ بــالأرواحِ
و ذهـــــبــــنـا في كــــــلِّ الـــدّروب , و لــم نعـُـدْ
نلـــــــــوي عـــــلى صوت الأذان
فــــــــأنــا , و تســــكابُ الخـــــمورِ , و نهـــــدُها
و هي الخـــلـــــــــــــــيــلـةُ تحـــــتـضِـن أتراحي
و تـُـــفرِّغُ الـــــــحُزنَ العـــــــمـيقَ من الحــــــشا
و تقــــــــــولُ : إيهِ , شـــــــقـائــــقٌ و أقــــــاحي
أنـــــا هـــــهـنـا في حِضـــــنـــِـــها كـُــــلُّ المنى
أنـــــا هـــــهـنـا و لقـــــــد نســــــــيــتُ جراحي
أنـــــا مُرتَمٍ في حـِـــــجرِهـــــــــا , فمـٌـقـَـبـِّـــــلاً
أثــــــدَاءهـــــــــا , و معـــــــاوِداً إصــــــــلاحي
أنــــــا لــــــــن أعـــودَ , و هـــل أعودُ , و لـيـتـني
مــــــا عــُــــدت , ليتني أو مـــلـــكتُ جمـــــاحي
تـــــبـّاً لـــــنـا , تـــــبـّاً سريري , لـــيــــتـــــــني
أغـــــلـقـتُ بـــــــابي , و الــــتزمــــتُ صــــلاحي
تـــــبـّاً لـــها ... و لــــقـــدْ كرِهــــــــتُ فِراشَـــها
فطــــعـــنــــتُ قــــلـــبــاً ســـافـــِــــــلاً برماحي
***
ذهــــبــتْ لـــتـرجِــعَ فــاسـتـفـقــتُ بــــحــُجرتي
فرأيــتــُـــني و كــــفـــاقــــدٍ مـِــفـتـــــــــــاحي
أحـــــتـــارُ في دربِ الرُّجـــــــوعِ ... فــــــلـَم أزِدْ
أن قــُـــلـتُ ربي ... فـــامـــــــتــــلت أقـــــداحي
فعـــجـــبــتُ مـــن كرمِ القــــــــــديرِ و لـــؤمِنــا
ثمَّ اغـــــتــســلـــتُ ... و قــــــد بـــــدأتُ صباحي
: لاهـــــــمَّ عـــبــــدُكَ تـــائبٌ ... فــــــــأمـــدَني
ثــــــــمَّ اســـــتزدتُ فزادني بــــــنـــــــــجــــاحِ
لاهـــــمَّ غــُـفرانــــاً ... و حمــــــــــــــــداً إنــــَّه
سينيرُ دربــــــاً مــُـــظــلــِـماً مصـــبـــــــــــاحي
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق