عودةٌ بغيضة

0


ذهــــــبــتْ ... لـــــــترجِــــعَ في ثــيـابِ صــــلاحِ
رجـــــعــتْ ... لـــــــتُرجِــــعَ أنَّــتي و جـــــراحي

ذهــــــبــتْ و كانـتْ قبلُ تـابـــتْ ... و ادَّعــــــــتْ
أنِّي مقـاتـــلُ قـــــــــــــد أُزيـــــلَ ســــــــــلاحي

ذهــــــبــتْ و كُـنـا في جـــهـنــمَ نـرتـــــــــــجي
رشـفــــاتِ زمـــزمَ ... فــارتمــــــــت أقـــــداحي

و تلـكـّأ الــقلــمُ الجـمــيــلُ بــِحُــــــــــــزنــــــِـه
لمــــــــــــا رنــــا إيــــذاءَهــــــــا بــصبــــاحي

يـا هــنــدُ : مـالــكِ ؟! هــل تـعـــــــــــودُ قـريـحـةٌ
كالـذئـبِ تــعـــــــــوي ... ترتـــــمي في ســاحي؟!

يا هــنــدُ : قـــــــــد أذهـبــــــتِ شـِـعري آنـِـفــاً
و اليـــــــومَ قـــد أرهــــبـــتــه بـــنـُــبــــــــــاحِ

يا هــنــدُ : مهـــما كـــــــــان ثــديـُــكِ طـــــاهراً
أو إن ظــــهَرتِ بـــمــظـــــــهـرِ الإصـــــــــــلاحِ

فــلــقـــــــــد رأيــــتُ الـــروحَ روحَــكِ دُنــّـِسَتْ
مـن مــــكـرِ عقـلِــكِ ... في زنىً و سِفـــــــــــــاحِ

***

ذهـبـــتْ ... لــترجِــعَ فــــــاحتضنتُ شــفاههــــــا
بــشفــــــاهِ جهـــــــلٍ ... فــــــازدهــتْ أفــراحي


عـانـقــتُهـا في الــــــــــــبـابِ , ثــــمَّ دخـلـتُ كي
أرنـــــــو الجــــــمالَ بشِــبـــــــــهِــــهِ ... كمُباحِ

 و نســــــيتُ أني تــائــبٌ لمــَّـــــــــا سـقــــــــتْ
مــن مَكــرِهـا , مـــــن سُـمِّـــــها النـَّــــضــَّـــاحِ

قــــامـــتْ تُصــــــــــلـي كـالمــنـافقِ تــــائــبـــاً
مَـــكـــَثــَتْ تُرتِّـــــــــــــل في غــــــــدوْ و رواحِ

لبـــســــتْ مُــــلاءَةَ جـــــــــــــدَّتي ... فرأيــتــُها
و كمــــــــا حَــــــكــــوا لي في تقىً و صـــــــلاح

و ذهـــــبـــــتُ أهـــــذي  كـالعفيفِ بـلــيــلــِـــها
عـــــانـــقـــتــُهــا , فنســيـــتُ جُلَّ فــــــــــلاحي

فـــــوجــــدتُــهـا مــــن حرِّهــــا أو وجــــــــدِها
تــــغــــلي ... فزادَ اللــّـــَحــــمُ بــــالإيضـــــــــاحِ

فرأيـت ثـــــــــــديـــاً كالرخـــامِ , مـــــــــكـوراً
و رأيـــــــــــــت خـــــصراً فـــــــاستزدت براحي

حتى أزاحـــــــت كل ثـــــــوبٍ , و ارتــــــــــمت
: واهــــاً خـــلـيــــــلي مرحــــبـاً يـــا صـــــاحي

هــــــا قـــــد هـــــجرنـــا ثــم عُـــــدنا لــلــهوى
فـــــإذا بــــــــها عريـــــانـــــةً في ســـــــــاحي

و نهــضـــتُ عــــــنــهـا بــــــالـــهـجـيرِ مُـسـَـعّراً
لـــــــــمَّا مررتُ بِســــــــاقــــِـــــــها الـــــذّبّاحِ

أغـــــلي من الشـّــــــــــــوقِ العنيفِ لـــــــها , و لم
أسطـِــــــــع أذودَ جمــــــاحــَـها بســــــــــلاحي

حتى امــــتـزجــــــنــا بــــالــــــــفراشِ لــــــذاذةً
مـــــــثـــلَ الجُســــومِ تــُــنـــــــــــاطُ  بــالأرواحِ

و ذهـــــبــــنـا في كــــــلِّ الـــدّروب , و لــم نعـُـدْ
نلـــــــــوي عـــــلى صوت الأذان

فــــــــأنــا , و تســــكابُ الخـــــمورِ , و نهـــــدُها
و هي الخـــلـــــــــــــــيــلـةُ تحـــــتـضِـن أتراحي

و تـُـــفرِّغُ الـــــــحُزنَ العـــــــمـيقَ من الحــــــشا
و تقــــــــــولُ : إيهِ , شـــــــقـائــــقٌ و أقــــــاحي

أنـــــا هـــــهـنـا في حِضـــــنـــِـــها كـُــــلُّ المنى
أنـــــا هـــــهـنـا و لقـــــــد نســــــــيــتُ جراحي

أنـــــا مُرتَمٍ في حـِـــــجرِهـــــــــا , فمـٌـقـَـبـِّـــــلاً
أثــــــدَاءهـــــــــا , و معـــــــاوِداً إصــــــــلاحي

أنــــــا لــــــــن أعـــودَ , و هـــل أعودُ , و لـيـتـني
مــــــا عــُــــدت , ليتني أو مـــلـــكتُ جمـــــاحي

تـــــبـّاً لـــــنـا , تـــــبـّاً سريري , لـــيــــتـــــــني
أغـــــلـقـتُ بـــــــابي , و الــــتزمــــتُ صــــلاحي

تـــــبـّاً لـــها ... و لــــقـــدْ كرِهــــــــتُ فِراشَـــها
فطــــعـــنــــتُ قــــلـــبــاً ســـافـــِــــــلاً برماحي

***

ذهــــبــتْ لـــتـرجِــعَ فــاسـتـفـقــتُ بــــحــُجرتي
فرأيــتــُـــني و كــــفـــاقــــدٍ مـِــفـتـــــــــــاحي

أحـــــتـــارُ في دربِ الرُّجـــــــوعِ ... فــــــلـَم أزِدْ
أن قــُـــلـتُ ربي ... فـــامـــــــتــــلت أقـــــداحي

فعـــجـــبــتُ مـــن كرمِ القــــــــــديرِ و لـــؤمِنــا
ثمَّ اغـــــتــســلـــتُ ... و قــــــد بـــــدأتُ صباحي

 : لاهـــــــمَّ عـــبــــدُكَ تـــائبٌ ... فــــــــأمـــدَني
ثــــــــمَّ اســـــتزدتُ فزادني بــــــنـــــــــجــــاحِ


لاهـــــمَّ غــُـفرانــــاً ... و حمــــــــــــــــداً إنــــَّه
سينيرُ دربــــــاً مــُـــظــلــِـماً مصـــبـــــــــــاحي


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه