بعد الحب2

0


أعلمُ أنكِ تستمعينَ لكلماتي
كصبيٍّ مدللٍ
تناوم في حضنِ أمه
و لكنْ
و لكنَّ الصمتَ
 حولكِ مُطبقٌ صغيرتي
فكيف لكِ أن تُنطِقيه !!
حتى إذا عجزتِ 
إذا بكِ 
من يُردِّدُ صدى تلكِ الحُروف
المُصمَتةِ 
أو المُطبَقَة
أو حروفِ الجهرِ و الاستِعلاء
و التفخيمِ و الإظهار,
أما حروفُ الترقيق 
و الهمسِ 
و اللينِ
و الرخاوة ِ
فهي ليست لتلقى منكِ
أذناً صاغية
فلستِ تعرفين
و لن تتعلمي
كيفيَّةَ الإنصاتِ إليها
إنه لا يضُمُّها قاموسكِ الجاحد
و لا تتلقَّفُها
 أقمشةُ جسدكِ البارد
فهي
ذاتُ سحرٍ بين الحروفِ عجيب
فلا تحاولي
لستِ بالغةً ذلكِ العلم
حتى لو لقَّنتُكِ
طرائقَه و أساليبَه بنفسي
***
لورينُ
أراكِ الآن تتنهدينَ
خائفةً
مرتعشةً
يكادُ البردُ
أن يوقفَ قلبكِ
و حرارةُ ألفاظي
أن تُسيلَ أناملكِ
و قُوتُها تكادُ
أن تعصفَ بك عصفاً
كما تلكِ العجوزُ
يتطايرُ شَعرُها
لكنَّكِ لينةٌ
رقيقةٌ
يكادُ إعصاري
أن يُحيلكِ رَماداً
أو غُباراً
أو رِمالاً
أو  ...
أو لا شيء
أن يُحيلك
إلى صوتِ طفلٍ يستنجدُ أباه
إلى لحنِ هاتفٍ
يستصرخُ عدوَّه.
فلا تَرينه مُجيباً
إلا على روحِه
أو دونَ ذلكِ
 بقليلٍ أو بكثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه