من ذا يُكلِّمُني

0


من ذا يُكلِّمُني بُعيدَ الليلِ مِن 
هذا الربيعِ الضَّاحِكِ المُتكلِّمِ
من ذا 
يُمازحُني
يُهاجِمني
يُعاتبني
 يُغازلني
يُعانقني
من ذا الذي لَفَحَتْ نسائمُ قلبهِ
هذا الشغافَ مُهدِّداً
ومُجهِّزاً تلكَ القصائدَ علَّها
تَهَبُ النسائمَ عِطرَهَا
و عبيرَها 
مُتمدداً تحتَ الغيومِ البيضِ من 
هذا الدُّجى
والبدرُ في كبدِ السِّماءِ 
وَرَاءَهَا مُتخفِّياً
وكأنَّهُ 
كَرِهَ احتقارََ الناس في 
هذا الزمان لنوره
فتشكلت 
من كره احتقارهم الغيوم
 فأسفرت عن هذه البسمات في
 وجه الصديقة في الكتاب 
فكلهم بدر البدور بحضنهم
او بين ايديهم 
بجوف فراشهم
تحت المخدة 
فوقها
اثناء سيرهم وان 
عثروا بكيس من هداهم في الطريق
وكلهم شمس الشموس بقربهم
يتعاورون ضياءها
وعلومها
وفنونها
وشؤونها
وكأن هذا البدر والشمس السقيمة في الضحى 
أعداءهم
فتنازلوا عن حقهم 
بل أمعنوا في صدهم
بل أسرفوا في بعدهم
فتهافت الغضب المكتم فوقهم
 فتبعثروا
وتناثرت أشلاؤهم
وتقهقروا
وتشتت أعضاؤهم
ودماؤهم أمست كماء في الثرى
 فيغور او فيفور أو
فيفيض حتى ترتوي اعداؤهم بدمائهم
***
من ذا يكاتمني الهوى
فإني مدنف في صده
وأنا المحب الصب أرجو وصله
والبدر هذا في الدجى يرنو إلي فلم يجد
غيري يحب لقاءه
وحديثه
وغرامه
ويكاتم النجوى قبيل الفجر من
 هذي الليالي وحدها
من ذا الذي بعث الفؤاد إلى الفؤاد معاتبا
من ذا الذي همست بأذن النسمة البيضاء من
 فوق المسافات البعيدة فارتقت
نفسي تعانق نفسها
همسي يقابل همسها
صوتي يحملق 
في جوى العصفورة البيضاء
 دون تشابه الحسرات من جوف المدى
من يا تشابه في هواها 
آلة الآهات
عند تتابع النكبات 
ما هذا التألم دون جدوى 
في مبايعة الخليفة 
لم يزل
هذا الخليفة مجرما
متنازلا عن طبعه لسيوفه
متهاونا 
بسبيكة الذهب التي صهرت 
فيغدو
 كإلهة الإغريق او
 ما يدعي أن السماء تمده بسياطها
ليعاقب الحب المسجى
 في تباريح السعادة 
من صنوف البغي والذل القريب لحيه
لازلت أجمع في سنيي كلها 
أملا كأنت ولم أزل 
_يامن تعاتبني بصمت_
أقصد الحي الذي 
زرناه في تلك السنين 
مرددا ببيانها 
ألحاني العظمى القديمة
 حيث أنا أمة وسط الضياع
 مرددين فكاهة 
نكت السفيه الأعرج المقطوع في 
تلك الحروف 
ومن تكن
هذي صفاته لايزال مجدلا 
بعبير هذا الذل
يغدو غارقا بسعيره
بل تائها ببعيره وشعيره 
تحت المفاوز يا امل
***
أبعيدة البلد القريب من الجوى
شامية الثوب الحبيب
ماذا وراء البحر
 من ذاك الذي
وضع الغلائل في صدى صوتي فلم
يصل العويل او المراد الى الوليد
الصوت اصدق من حروف الصمت في 
هذا الصدى 
صمت عنيد
صمت يحب من الجمال صدوده
وخدوده السمراء تبرق من جوى الصحراء من 
هذي الحدود الى الحدود 
فعدا القريب على البعيد
الروح تغرق في عرى القلب الحبيب 
النفس تطمع في وصال الطيف حتى في البريد
وتمانع النفس النفوس جميعها
فإذا رأت في الأفق شخصا راقها نور له 
تتعثر النفس التي 
لا تعرف الانصاف ما
 بين النهود
 الى الشفاه
 الى الخدود
يتباطؤ الاحساس ثم تراه يقسو 
مثلما يقسو الحديد
الله ما هذا الصدود
الله ما هذا الصدود

.
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه