يا انت هلا تخرجين

0

 يا انت هلا تخرجين 
الي اني بانتظارك لا اقول انا مللت
 فإن هذي الغرفة الزرقاء تبعث
 في النفوس جميعها حب الفتور
والصبغة الحمراء هذي 
كم تليق بشعرك اللماع
 فوق القرط الاحمر الخمري
 أسكر إذ أرى أحجاره
وتدلت الصور التي في مهجتي
في عقدك البراق أي
 فوق الصدور
يا انت هيا فاخرجي 
هل نمت؟
اي يا هند قد 
ايقظت اهل الحي بالصوت الذي 
يغري نساء الحي
ثم يغار عليهن الرجال 
رجال هذا الحي 
إني أكثر التسآل عن شتى الأمور
هل تأبهين 
 لهذه الصفة المؤصلة اللعينة فيّ أم 
لا تأبهين
فالصبغة الحمراء 
تشعل في قلبي الحنين إلى الخدور
والقرط هذا الأحمر اللماع 
يلهث للوصول إلى شفاهي 
فككي الآن الضفائر فوقه فلتسدليها
وجمعي بعض السجائر من خزانة مكتبي 
في الدرج ثمة علبة 
فيها تواضع بسمة من فيك فيها 
فاجمعي منها العطور
وتبرجي ما شئت أن تتبرجي 
لن تخرجي عن هذه الأبواب لا 
لن تخرجي
فهنا التبرج زينة
وهناك تبدو لعنة
فتبرجي إن شئت ان لا تخرجي
فالوحي يقطر من ثناياك الجميلة كلما
افترت عن الدر المكتم 
كيف أحسن أن أقدم وصفها 
هل كانت النسمات قبل 
وجود هذي البسمة الغراء  
تعرف اللحن المطرز بالسرور او الحبور
***
الله ما هذي السطور
تمشي تسير من المساء الى الصباح
 فلا تكل ولا تكل ولا تمل
والساعة البنية السمراء فوق خزانة الادراج 
تبدو مهملا في الزاوية
اذ اسمع الالحان منها 
حيث ارحل في البلاد جميعها
اذ أذكر الثمن الزهيد دفعته
للحائك الصباغ في 
حمص القديمة قبل ان 
يقتاتها صوت الرصاص أو الأنين
فلقد قرأت بأعيني
في الساعة  العظمى الجديدة 
أن صمتي اجتاح ما بين العصور
فتدرج الصمت القديم بغفلةٍ 
حتى سمعت مناديا
 "فاصدع بما تؤمر"
فقمت مجاهدا  
حتى انجلى نار ونور
لا توقفي القلم المعنى حين يكتب
فالمحابر حين هاجر نجلها
 قد أحرقت 
فيكاد يسمع وجدها وحنينها وأنينها
واستغرقت أناتها أهل القبور
***





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه