الرسالة السادسة و العشرون

0

لاتكترثي لما يكتبونه عني أو اكتب ,
لا تهتمي بأقوالهم و أقوالي ,
لا تنظري لأفعالي و لما أقوم به
و لا تأبهي لتصرفاتي و لما توحي به لغة جسدي
أو حتى نظرات عيوني
ففي بعض لحظاتٍ يجنُّ بها شيطان غرامي ,
أو يتسامى الفكر فكري , و تتعالى كبريائي ,
فيسيطر أحدها على معظم تصرفاتي ,
إشاراتي و نظراتي و كلامي ,
يكفيك أن تصغي لما يهمس قلبك
أو يبوح طيفي في مسمعيه
حينما تختلين به حيِّيَّةً خجولةً
تكادين أن تخمري وجهك حياءً منه و تعفُّفاً من تواجده ,
فقلبي هو الذي يملي ما ينبغي أن يكون ,
و حبكـِ قضيَّةٌ صادقة , و حقيقةٌ لا فيها شكٌّ و لا ريب .
ثمَّ إنَّني لما قرأتُ و درستُ و راجعتُ علوم النفسيِّين
و ترَّهاتِ الفلاسفةِ و المناطقةِ , و جلَّ أقوالِ المتكلِّمين ,
و كدت أن أحيطَ بما أُجمعَ عليه من دراساتِ
الوعاظِ و النُّحاةِ و البلاغيين ,
و خالطتُ العلماءَ العاملينَ و المجتهدينَ الأصوليين ,
رأيتُ كلَّ ما كان و ما سيكونُ ناجماً
عمَّا لم أرَ ثمَّةَ من فهمَ أو علمَ
أو أوشكَ حتى على الخوضِ في تعلُّمه ,
فهل تراكـِ ممن فهمَ أو أراد أن يفهم ؟!!
أو علمَ أو أراد أن يعلم ؟!!



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه