ســـكِرَ الفــــؤادُ 2

0

ســـكِرَ الفــــؤادُ لِبـــيــــنِـــــكُـم و تمــــزّقــــا
و غــــفا عــلـى زنــدِ الــــزّمـــانِ مـــُــوَثّــقــا

و تظــــاهـــــر الــقــلـمُ الــثـمـينُ سذاجـــــة" 
و انســاق يهـذي , مــــا اســتـجــــار و لا اتــــقى

فــــاســـــتُــودِعَ الــقـــلـمُ الـثمينُ زجــاجـــة" 
فــأنــارَ مـــــكــتــبــنــا العــظـــيـمَ و أنّـــقـا

و جــلا عـــنِ الحِــصــنِ المـــنــيــــعِ سـحـابة"
و أزاحَ ســـــــتراً مســبــلاً , فــــتــــخــــانــقا

فـــــغـدا يشــكّ الســترَ في أعـطـــــــافِــــــــهِ
كــيـلا يــــــعـود السّـــــتـرُ ســــدّا" مُـــقــلـقا

و غــــدا يُطـــاعِــنُـهُ الـثّــمــيـنُ مجــــاهِـــدا"
حتَى تمــــزّق , فـاســـــتــــشـــاط فــــاُحـــرِقا

فـصــدعـــــتُ بــالــــتّـكـــبـــيـرِ فــــوقَ مـآذني
و أذنــــــتُ لـــلــصّــبـح السّــــنـيِّ فـــأشـرقــا

و أفـــــــاق مــن سُــكـرٍ فـــــــؤادي , و ارتمــى
تــعِــبـــاً حـــزيـــنـاً صـــــاديـــا" ثـــمّ استقى

فــــــزرعــــــتُ وردَ الــيـاســـمــيـن لــــــثورتي
و أشـــــرتُ لـلـقــلـمِ الـــثّــمـيــنِ فصــفّـــقـــا

و تصـــــالــح الـقـلـبُ الـــــكـريــمُ مــُـــراضيا"
في حُــــبِّــكـــم , فـــتـصـافــحـا , و تــعــانــقا

فــوقــفــتُ في الـفـيــحــاءِ غـــوطـــتِـــها , أرى
نـجــــــمَ السَّــمـاء و قـــــاســــيـون مُـــعـانِـقا

و رأيـــتُ في السّــفــحِِ الــــقـريــــــبِ مــــنارة"
بـــيــضــــاء لاحَ بحـــيِّــكُـم مـــنـــهـا الــــتُّقى

فــــامــــــــتـدَ جســـرُ الــــنّورِ بـــين مآذن الـــ
ــفــــيـحــاءِ , صــــارَ مُــهـــنـدَزا" و مــُـنـمّقا

شــــامُ الهــوى : لا تحـــــزني , ربّــــيــــتِ في
حــــيَّــيـــكـِ شـــيــخَ السّــــوءِ ذاكـ الأخـرقــا!!

شـــــــــامُ الهــــوى : جـــبُنَ الشَّيوخُ عنِ الكلام
و حــــلّـــوا عـقـد الـــــــدِّينِ ذاكـَ الــمُوثَـــقا!!

و تــقــــرّبـــوا مــن عـــــرش فـــرعــون الذي
صــــــار الصّــفــيّ , فـصـــادِقــــــاً و مُصـدَّقــا

حـــــــتّـى غــــــــدا فــرعــونُ تــلـــميذاً له
و كــــذا غـــــــدا هـــامـان مــنــهم أحمـــقا

شـــامُ الهـــــوى : فـــــلتطرحي عـــــنكـِ الأسى
و تهـــيّــئـي ... فـــــالنّـــصــر كـــــادَ يُـحـقّـقا

***

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه