المشهد الأول من المسرحية

0

فإذن رحلتِ ...  


و كنتُ أدري لستِ تنوينَ البقاءْ 


كلُّ النِّساءِ ركبنَ سرجَ قصيدتي

 
كلُّ النِّساءْ 


فإذاً رحلتِ و قد أخذتِ النَّهدَ منِّي 


و السَّجائرَ و القصائدَ 


والكثيييير من السَّعادةِ و الشَّقاءْ 


فإذاً رحلتِ و قد بقيتِ كما وعدتُكِ 


بين أوراقي الجديدةِ 


في تصاويري القديمةِ  



ضمن غليوني المَقيتْ 


حيطانُ بيتي تذرِفُ الدَّمعاتِ شوقاً 


مكتبي و أرائكي  


قد راقها صوتُ البُكاءْ 


فإذاً رحلتِ  


و قد ركِبتِ السَّرجَ ذاك  


من الظَّهييييرةِ للمساءْ


حتّى بلغتِ جدارَ داري


فاستدارت عنده خيلُ الأميرةِ


إذ دنتْ تحدو على وجعِ الظِّباءْ


ما المسرحيَّةُ تلك!!


قد كانَ دوري راقياً 


لكنَّ دوري كان في عينيكِ


دورَ حبيبِكِ المحتالِ إذما 


يلبسُ الثَّوبَ المُبرقعَ راقصاً


مُتبختِراً بغبائهِ


مُتنكِّراً في ثوبِ جنديٍّ قديمٍ


حامِلاً عُكَّازهُ


مُتلبِّباً بقصيدتي تلك النَّحيلةْ


ساذجاً في مشهدِ التَّصويرْ


كرسيُّه قشُّ رخيصْ


و كلامُه جذلٌ ركيكْ


بنطالُهُ مثلُ الحِّذاءِ أو القميصْ


أزرارُه...


و كمثلِ أقراصِ الفلافلِ بَعْدَ شهرٍ 


مُنتِنهْ


أبياتُهُ أنغامُها إن قال شِعراً


مثلُ أنغامِ الحِمارْ


حمارِ جدِّي يومَ ساخ بساقيةْ


أو مثلُ أبياتِ القطيعْ


أو مثلُ أنَّاتِ الرَّضيعْ


مُتغزِّلاً بالخصرِ أو مُسترسِلاً


في وصفِ أثداءِ النِّساءْ


ويقولُ مع كلِّ السَّذاجةِ 


و التَّسفُّلِ و التَّشدُّقِ و العواء:


"كلُّ النِّساءِ ركبن سرجَ قصيدتي 


كلُّ النِّساءْ"


يا حبَّذا...


قد كان مُخرجُها شقيقَ الغانيةْ


فتناغيا و تناجيا في المسرحيَّةِ


تحتَ أصواتِ الشُّموعْ


و تناقلا


خبر المُلازِمِ عندما شمُّوا الخيانةَ


و الخناجرَ في الضُّلوعْ


فمتى سيُرخى ستاريهْ!!


أم يا تُرى لو عُدتُ في شامِ الهوى


فلِمن تكونُ الجاليةْ!!


 ***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه