الانطلاق

0






   ف   يخطئني سهم الحكمة و يطيش عني فلا يصيبني ولا يدانيني بل ولا يقاربني مهما تعرضت لخطِّ سيره أو تنبّأت بمحلِّ رميه , حتىَّ أصابني الهم فأثقلني , و أتاني الغم فأقعدني و أكلني عن الحراك و السير , و أبعدني عن الأناة و الخير , و مللت أهلي و ملوني , و يئست حياتي , و انقلبت على عقبي ,  لا أخشى الأهوال و لا أدرك الأحوال , و لا أميل لجمع الأموال و لا أساير الخلق لا عن حبِّ و لا عن حبِّ منفعةٍ من ورائهم أو مصلحة

   فابتعدت عن كل أحد , و رحت تائها هائما على وجهي في البلاد , أبحث لا عن شيئ , و أهرب لا من شيئ , جائع و ليس لي بالطعام رغبة , خائفا و ليس في من الموت رهبة , مستوحشٌ حتى من نفسي , مستنفر من غدي و أمسي , منحوس سيئ البشر و الطالع , صدري لا ينشرح لأي خير فاحترت في تفسير ذلك كله بل ما اهتدت إلى هذه المرحلة أن أحتار بل ما توصلت حالتي لأن لأعرف من نفسي هذا الشعور أو أن أبحث عن خيار

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه