أنا لستُ هِرقِلَ
لستُ قيصرَ
لستُ كسرى
لستُ شيئاً في الوجودِ و إنّما
جُنديُّ حقٍّ
إنَما استخرجتُ سيفي من ضفائِرِ
شعرِكِ المُرخى على كتفِ الزّمن
أنا يا حبيبتي معقلُ الأحرار
ظئرُ المحبةِ و العروبةِ
و الشجاعةِ و الفصاحةِ و الفخار
أنا قيصرُ العشاقِ لكن
لستُ قيصر
ما عادَ في قصري سُقوفٌ من جُمان
بل صار كوخي
جنةً في جنةٍ وسط الجنان
بل صار كوخي آيةً
في وسط أسفارِ المحبةِ
و التفاؤلِ
و الحنان
***
أنا قيصرُ الكوخِ البعيدِ عنِ المدى
و لجنبِ كوخي نخلةٌ غراءُ قد
بدأتْ تشُب
و على جدارِه مدخنة
فإذا دخلتِ الكوخَ
رأيتِ فيه ستائراً ليست رقيقة
و بأرضِه بسطٌ
من الخيشِ الطريّ نسجتها
بطريقتي
ياحبذا تلك الطريقة
فكأنها منسوجة بالدهن و الخيط الحرير
و كأنها محشوةٌ بالنور
و يفوحُ منها النور
فيشعُ فجراً
فيه أسرار السعادةِ
خلتِها بلور
و لجنبِها سِنّور
يرتاحُ فوقَ أريكةٍ
من خز جارتِنا الرّضيّة
و لجنبِ كوخي مئذنة
أنا قيصرُ الكوخِ المُسجّى بالهُدى
أنا قيصرُ الكوخِ البعيدِ عن الرّدى
أنا قيصرُ الكوخِ العتيق
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق