أشواق لنهود إفريقية

0


بدليلِ الهاتفِ في جيبي
خمسونَ صحيفة أو أكثر
أستجدي فيها ملهاةً
تجمع أثداءَ الدنيا في كفّي
لكنّ الذِّكرى تذبحُني
و رحيقي يطغى على الدََّّفتر
فيُنمِّلُ جسمي إذ أذكُر
أيّاماً كانت بزمانٍ
بالشهوةِ أبداً تتفجّرْ
أمشي في صَحبي مُختالاً
أمشي طاووساً يتيخترْ
فبكلِِّّ صباحٍ لي امرأةٌ
ِثنتينِ ثلاثةُ أو أكثرْ
و تزيدُ يزيدُ بها ولعي
و تزيدُ يزيدُ بها الدفتر
***
و صواحبُ كُنَّ كمِنديلٍ
ذهبيٍّ و حريرِ القزِ
أنشَقُ من عِطرٍ لا ينضُب
فالقُبلةُ لفظٌ شَفويٌّ
و حرارةُ جَسَدي كالتَّاريخِ
لها أعصارٌ ذهبيةْ
أغلي أحياناً لكني
أغلي بركاناً دَمويّ
شهواتي لا تركنُ أبداً
فأراها كحِقدٍ صفويّ
مهما أشبعتُ الرغبةَ في
جسدي لا بُدّ بأن تكثُرْ
فأُنوِّعُ أُشبِعُ رغَبَاتي
لا تَشبَعُ أبداً لا تُشبَع
فتزيدُ بليلي زَفَراتي
فأعضُّ الأُنمُلَ و الأِصبَع
في الليلةِ هذي أثداءٌ
روسيَّةُ شقراءُ تَلمّعْ
و صليبٌ يدنو  من نهدٍ
يُشرِفُ بِتَدَنٍّ و ترفُّعْ
و النّحرُ كثلجٍ بل أنصَعْ
و يزيدُ الليلُ بعيراتي
فأملُّ منِ اللونِ الأوحدْ
أشتاقُ لنهدٍ حِنطيٍّ
أو عاجي يبرُقُ أو أَسمَر
فأُطيعُ بيُسْرٍ نَزَوَاتي
و أُسَرِّجُ فَرَسَ الغَزََوَاتِ
و أُخَفِّضُ نُورَ الغُرُفَاتِ
و أُوَسِّدُ تختي
بل أَترُكُ
كاساتِ الخمرِ على المِرفأ
فالموجُ خطيرٌ
لكني و الخمرَ صحائفُ في الدّفترْ
لا تركُن أبداً نَزَوَاتي
لا تُشبَعُ أبداً رَغَبَاتي
لا تخلُصُ أبداً غَزَوَاتي
فالفرسُ أصيلٌ و الفارسُ
 ذو بطشٍ
تبدو قوتُه
عشرةُ أضعافٍ في المرتعْ
***

ساقطة تحت خيوط الشمس

لدليلِ الهاتفِ صفحاتٌ
تتلوَّنُ حُمرَةَ أو صُفرَة
و بها أثداءٌ لا تُحصى
لكني ندمتُ إذاً ثورة
مزَّقتُ الدفترَ مُعتَكِفاً
في جوفِ البيت
أغلقتُ الهاتِفَ و الشَّبكة
فالدفترُ قد مَحَقَ البَركة
أحرقتُ الدَّفترَ
بل كنزي
أبقيتُ الصفحاتِ الأُولى
الصفحاتُ الأولى من الدفتر
كانت تقتُلُني بذِِكراها
كانت كالسَيفِ أو الخِنجَر
لكن قررتُ بأن يُشفى
إدماني و حُبي للدفتر
لكني عصيتْ
أنا رجلٌ صنديدٌ يعتو
رجل محتالٌ لا يَسأل
لكني نسيت
و فتحتُ الصفحاتِ الأولى
و طلبتُ الأرقامَ الأولى
لورين!!
فردّتْ مُنتحِلة
صوتَ الشغالةِ فاعتذرت
خابرتُ رُويدَةَ فاستحيت
أنا تُبتُ و صُمتُ و صلَّيت
فطلبتُ زُبيدَةَ فأجابت
لكنِّي لستُ في البيت
خابرتُ ولاءَ فما رَدّت
حاولتُ صفاءَ فقد صَدّت
في منزلِ فاتنَ أطفالٌ
قالوا يبكونَ قدِ انتحرت
حاولتُ بعشرةِ أسماءٍ
إخلاصُ
سافرتُ إلى النرويج قالت
إيناس
أسِفَت بل شَتَمَت و تعالت
فدوى دمعتُها سالت
و صفيّةُ زوجي في البيت
أخرى أخشى و أخاف
و أخرى قد تابت
فانفجَر الغيظ
فأمسكتُ السّماعة
رميتُ بها الحائط
كسرتُ الهاتفَ و تعالت
صيحاتٌ أخرى من الهاتِف
أمسكتُ الصفحاتِ الأولى
و رميتُ بها نحو الشارع
و انطرق الباب فجاءة
جريت إلى الباب أسارع
شوقي لامرأةٍ تخشاني
فإذا شبيحٌ عنفني
أَرَمَيتَ بِهذا في الشارع!!
أيقنتُ بأنَّ النحسَ غدا
من كلِّ جهاتِ الكونِ عدا
فاحترتُ أقولُ فما أفعل!!
فغدوتُ لأقربِ خَمّارة
فقعدتُ لجنبي غانيةٌ
تُشعِلُ سيجارة بسيجارة
قَررَّتُ لأَرمي الصنَّارة
و عزمتُ أقومُ لها , قامت
و أتتْ تترنَّحُ تتمايل
كغزالٍ ثمِلٍ يتخايل
جَلَسَتْ فاستحيا الكرسي من
ثوبِ الحسناءِ و ما استحيت
قعدتْ قد كشفتْ ساقيها
و تحاوْلُ رفعَ التنّورة
فعجبتُ و قلتُ لها إنا
في الحانةِ , لسنا في البيت
و بِذِكرِ البيتِ أظنّكِ أن
نُسّيتِ ثوبكِ في البيت
ضحِكت تتقهقه , و تعالت
أصواتُ الضحكِ بأسماعي
بدأتْ أنظارٌ تأكلها
حولي فتزيدُ بأوجاعي
أمسكتُ بيدِها كي تهدأ
فاشتعلتْ شهوتُها و أنا
و أنا مشتعلٌ لا أُطفأ
نَهَضَتْ و اقتعدت في حضني
فشعرتُ شعوراً و كأني
لا أعرفُ للشعرِ مُسمَّى
فغضبتُ عليها
و قد صبَّت
في رأسي و بِجَسدِي النّخوة
و اشتعلَ الرأسُ و خدّايا
بحياءِ العفةِ و المِنعة
فظننتُ بأنّي إنسانٌ
أو أُنثى تذوبُ كما الشّمعة
 و كأني لا أعرفُ أبداً
جسدَ النسوانِ أو المُتعة
لا أعرفُ طعمَ الخمرِ و لا
نكهةَ كاساتٍ أو جُرعة
لا أدري ما لونُ الخمرة
لا أعرف ما طعم الخمرة
لم ألمس أبداً بحياتي
نهداً أو خصراً أو نحر
لم أقرب أبداً لفراشٍ
ما أعرفُ كيفَ يصيرُ الأمر
ما ذُقتُ النشوةَ و الشهوة
و القُبلةَ أبداً في الدهر
و شعرتُ بأني كصبيٍ
لم يبلُغٍ تِسعاً أو عشر
و شعرتُ بأنَّ ضُلوعي صارت
قطعاً من نارٍ أو جمر
و شعرتُ بأنفاسي تبدو
أبياتاً و قصائدَ شِعر
لم أعرِف ما كنتُ و ما صِرت
لم أعرفٍ لم تعرِفْ أبداً
هل خفتُ الأشخاصَ و حولي
و الكلُ في حالةِ سُكر!!
و سبَحتُ بهذا الفِكر إلى
أن خلتُ الكَرْمَ من الجنة
فظننتُ بأني صِدّيقٌ
بل خلتُ بأني قِدّيسٌ
أو أني ملِكٌ
أو أني
لا أدري
مخلوقٌ من صنف أعظم
مخلوقٌ و النوعُ جديد
مخلوقٌ و الجسمُ شديد
فأنا فأنا لستُ أنا
ناداني صوتٌ
لم أعرِف من أين الصوت
فأملتُ برأسي
فرأيتُ خيوطاً تدخُلُ من شُبَّاكِ الفجر
فسموتُ عن الدنيا و رُفعت
ما عاد الناسُ يروا أني
كملاكٍ من نورٍ أبيض
أستلقي فوقَ خيوطِ الشمس
ترفعُني تسحبُني سحباً
من قعرِ الظُّلمات الخمس
خمرٌ و حشيشٌ و نُهود
و صديقُ السوءةِ و نقود
فرُُفعتُ عن الأرضِ و سَمَوت
مُرتاحاً أسبحُ مُشتاقاً
لكني لا أرنو الشمس
يسطيع الأعمشُ أن يرنو
في عينِ الشمس؟!!
يسطيعُ الأخرسُ أن ينبِس َ
أو يهمِسَ همس ؟؟!!!
لا يقدِرُ لا يقدِرُ أبداً


***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه