معزوفةُ النهوندِ

0

معزوفةُ النهوندِ  قد أرسلتِ لي
أرسلتِ سهماً طائِشاً
أرسلتِ قِدِّيساً 
بنهرِ الغانجِ  كان قدِ اغتسل
سَلِسَ المقادِ ظننتُه
حتى أخذتُ لِجَامَه 
جَمَحَ الحِصان
فَحسِبتُ أني مُخطِئٌ
أُسلوبُه مُتفرِّدٌ
أرسلتِه سيَّالَ كَهرَبَةٍ
فما أن رُحتُ أركبُهُ
و علوتُ صهوتَه
فارتدَّ شيطاناً مريداً جامحاً
و أطاحني
فتكسّرَتْ أضلاعُ صدرِي
و تبدَّلَتْ منها المواقِعُ
و استويتِ على الثَّرى
مُتحطِّمَ الأضلاعِ
بل و محطَّمَ القلبِ الحَنون
حتى تَكسّرتِ الأصابع
و تهشّمتْ مني العظام
كجُثةٍ في الأرضِ ملقاةٍ
لكنّ فيها كالبقيّةِ من أمل
و لجانبي يطَأُ الصّعيدَ بمركلٍ
و كأنّهُ الفولاذُ
 يحفر من صلابتِه الثرى
و كأنّهُ قد ظنني ميتاً
إذ اْلقاني
فحدّثَ نفسَه
إحفِر له قبراً
و إلا جاءَ من يُحيِيهِ
لكن ....
فحاوَرَ نفسَه
إذهب إلى الشّبيحِ بادِر
قل له :
قد حاوَلَ المُحتالُ سلبَ ضَفائِري
و السرجَ بالأصدافِ
بل و ادّعِ أنْ قَدْ سَرَق
عشرينَ مثقالاً و أُوقيةً ذهب
و انجُ بنَفسِك
قل له أنْ قَدْ وهبتُكَ
ما استباحَ من الذهب
و انجُ بنفسِك
لا تُخاطِر
لا تُبادِر للعَطَب
***
و أنا على الحالِ الذي أسلفتُ
أشهَقُ شهقةً
تدوي بأصقاعِ الدُّنا
بل و تصعَدُ شَهقتي
في القُبةِ الزرقاءِ
حتى لَتبلغَ حاجتي ربَ الورى
لم أستطِع لِيدِي حِراكاً أو شفاهي
حتى بدا لي واقفاً
أنفاسُهُ نايٌ حزين
ففرِحتُ أنْ قَد رَقّ لي
و طرِبتُ أنْ قَدْ راقَ لي
و رضِيتُ أنْ قَد طاعَ لي
و نسيتُ ما قَد حَلّ بي
فنسيتُ أوجاعي
أرهفتُ أسماعي
حركتُ أضلاعي
و فيها الرّوحُ دبّتْ من جديد
يا قلبَها : أرَقَقتَ لي
يا قلبَها هل رُقتَ لي
يا قلبَها أرأفتَ بي
يا قلبَها أحزِنتَ لي
لا لا فلا تحزَن فإني
كُلّي جسمي حتى روحي في فداك
فاستضحكَ الفرسُ الأصيل
واستهزَأ الفرسُ الأصيل
و تهكّمَ الفرسُ الأصيل
ناديتُ أي ربِّ كفاني
أرسِل أي إِلهي عِزرئيل
قد خلتُه سلسَ المقاد
لكنّني رجلٌ هبيل
لكنّني رجلٌ هبيل


***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه