خمر و نهد و حشيش

أنفقتُ عُمرِي جُلَّهُ بينَ النساء
قد كان وِردي 
خمرةً 
و حشيشةً تبدو كطائرةٍ
أطيرُ بمتنِها فوقَ السحاب
بل أعتلي الشِّعرى 
و أنسى ربَّها
متنقِّلاً كالقِرشِ في جوفِ العُباب
أنفقتُ عُمرِي و الشبابَ
في المعيشة و الحشيشةِ و النساء
قد كنَّ كالسّمِّ الرُّعافِ
مع الأطايبِ
مع أَرُزٍّ مع دجاجٍ
أو شِواءٍ مع حساء
و فوقها
كأسُ النبيذِ مُعتَّقه
يا ليتَ شِعري
هل تُراها
تُجدِني نفعاً تُرى!!
يا ليتَ شِعري
هل تراكِ تُسامحين
عبداً على هذا الغوى
قد هام عمراً و انبرى
مثلَ الرَّصاصِ
بجِسمِه تبدو الفُتوّة
فيه الشهامةُ و الرجولةُ والمروة
فيه نخوةُ فيه قوة
لكنها قد ضُيِّعتْ
ذابت و أوهامُ الشّبابْ
سالتْ
كما سالتْ خُمورُ الدَّنِّ
في رأسٍ سراب
راحتْ و تاهتْ و امحتْ
قد أُتلفتْ
و تبخَّرتْ و تصاعَدَتْ فتَفرَّقت فتهافَتَت
حتى استوتْ في اللحدِ في جوفِ التراب
يا ليتَ شعري
كيفَ
كيف !!!
يا ليتَ شِعري هل غفرتِ خطيئتي !!
أو هل محوتِ أذيتي!!
كان النساءُ سعادتي
لكنهنّ كذَبنَ حُبِّي كلُّهُن
فإذا بهِِن
وهماً جريئاً صارَ زراً للعُرَى
فإذا بِهِن
ذِئباً بريئاً
طارَ يحثو الجوّ و يظُنُّ الثَّرى
و كذا يكونُ النَّهدُ في كفي كَذَا
قد كنتُ طِفلاً
و النهودُ لديَّ لعبة
قد كنتُ طفلاً طائشاً
و العصيرُ هو النبيذُ
أو الحشيشُ
أو المخدِّرُ منه جُرعة
طفلاً شقيَّاً دللا
***

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي