بسريرِها

0



بسريرِها 
بفراشِها 
مُستلقِياً  
و مُعانِقاً
أوحيتِ لي طرف العِتابْ
ناجيتِني
و رميتِ لي قدَحَ الجوابْ
فَسَرَتْ دموعُ ندامَتي
و احمرَّ وجهي من حيائي
***
قَبوُ الخِيانةِ ... 
منزِلُ الكهَّانِ فيهِ
و قدْ علِمتِ 
يُؤتى إليهِ بالضَّحايا 
و الفرائِسِ و السّبايا  
يتقرَّبوا برُفاتِها أبداً لأوثانِ اللَّذائذِ
و الرَّذائلِ و الفواحشْ و الخبائثِ
***
بفراشِها ناديتِني
فاحترتُ جهلاً كيف يودي بي الطَّريق!!
قررتُ أن أنهي الطَّريقْ
قررتُ أن أُزجي حياتي ضمن كيسٍ
في جهنّمَ و الحريقْ
قررتُ تذوُّق كلَّ أنواعِ اللذائذْ
كلَّ أصنافِ الخُمورْ
كلَّ ألوانِ النًّهودْ
قطَّعتُ أوردتي بشفرةِ الجزَّارْ
و نسيتُ أمِّي
قررَّتُ قطعاً لا أحبَّ
و لا أرومَ فضيلةً
***
بفراشِها
و نهودُها الصَّمَّاءُ كانتْ كالصَّنمْ
مهما تعاظَمتِ العقائدُ في قلوبِ الكافرينْ
لا لن يُجيبَ دُعاءَهُمْ
بل لن يُعينَ غريقَهُمْ
و مريضَهُمْ
***
بفراشِها
عَجَباًَ لصوتكِ كيفَ يدخُلُ بيتَها
عَجَبَاً لروحِكِ كم يطولُ نداؤُها
واخجلتي مِنْ صوتِكِ الأخَّاذِ حينَ رأيتُها
سكرى
تشدُّ بشعرِها
مجنونةً ملعونةً مغبونةً
لا لستُ أدري حينها
كيف استفاقتْ من جنونٍ
و النَّبيذُ بكأسِها ما أهرقتْ
يا روعةَ الأصدافِ حين ترَشْرَشَتْ
بالوهمِ في ذاكَ المُحيطْ
يا روعةَ النسماتِ هبَّتْ حينَها
ذاك المساءْ...
و لقد يعدُ وباؤها صوت البكاءْ
فاسْتنشَقَتْ
بل واستقلَّت حينَها أولى المراكِبِ للسَّّماءْ
فتهافَتَتْ و تناثَرَتْ حولَ الفِراشِ عَشيَّةً
نكَّستً رأسي حينَها
أيقنْتُ فَوراً بالنَّجاءْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه