سكير عجيب

0

جارنا سِكِّيرٌ يقعُدُ
كلَّ مساءٍ في المقهى 
سِكِّيرٌ يتمنّى أبداً 
أن يجمعَ أنهارَ الدُّنيا 
يجعلُها كزجاجةِ خمر 
يتمنى لو كانَ العُشبُ  
مع الأشجارِ   
مع الأزهارِ 
عنباً يُعتصرُ ليُصبِحَ خمر 
يتخيّلُ في كلِّ مساءٍ
أن البحرَ يصيرُ نبيذ
أن الجبلَ يصيرُ حشيش
و يُحوِّلُ أغصانَ الدنيا
قصبَ النرجيلةَ
أو غليون
***
جارُنا سَكِّيرُ لَدَغتهُ
الأفعى بمساءٍ
أمسَكَها
قُلتُ اقتُلها
قال تمهَّل
قلتُ اضربها
قال تصبّر
أيقنّا أنّ الجارَ سيهلكُ أبداً في الساعة
فتألّمَ
حيثُ اللدغةُ ينظُرُ
عينَ الأفعى
رأسَ الأفعى
جلدَ الأفعى
يتأمَّلُ فيها كمِثلِ طبيبٍ
ينظُرُ في جسدِ المرضى
قلنا مخمورٌ كالعادة
و اليومُ به السُّكرُ زيادة
فرمى الأفعى فوقَ وِسادة
فرأينا الأفعى تترنَّح
تجحظُ عيناها
لا تعرفُ من أين المخرج
و كذلك بقيت
و كذا هو
يبسمُ فيزيدُ الوضعَ غرابة
لو لدغتْ هِرقِلَ في يدِهِ
لاستنفذَ هرقِلُ أسبابَه
و رأينا الأفعى مُلتوية
لا نجرؤُ أن نقربَ منها
أمسى يتهكَّم بالأفعى
فرأينا حبلاً لا أفعى
يلعبُ بالحبلِ و يستضحِك
فدمي سُمٌّ قتل الأفعى
***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه