أنت و التراث

0


قد خِلتُ حُبَّكَ ألفَ أغنيةٍ
و ألفَ قصيدةٍ
تزدادُ في وقتِ الزِّحامْ
قد خِلتُ حبَّكِ قِصَّةً
دَخَلَتْ حياتي فُجَاءةً
جُرحاً طفيفاً أخضراً
مَرَضَاً رماديّاٍ خفيفاً
كالسُّعالِ أو الزُّكامْ
فإذا بِهِ مرضٌ عضالٌ 
ينتهي عندَ انفِصالِ الرُّوحِ 
عن هذا الجَسَدْ
ينتهي!!
و أخالُهُ لا ينتهي
***
قد خِلتُ حُبَّكِ دفتراً
إذ ما امتلت صَفحاتُه
أسلمتُه كفِّي
فركَنتُه رفِّي
فصارَ كغيرِهِ
في الرَّفِّ من ذاك التُّراث
أُقصوصَةٌ أحبَبْتُها
و سَلَوتُ عن حالي بها
و كمِثلِ آلافِ القصائدِ
في دواويني
على رفِّي
و في ذاك التُّراثْ
***
و كذا حسِبتْ
أوهمتُ نفسي أنَّني
أُدخِلْكِ في ذاك التُّراثْ
و لطالما أحببتْ
و ملأتُ صفحاتي الَّتي
صارتْ لما بعدُ التُّراثْ
و لطالما عنها ابتعَدْتْ
فرجَعتُ أنبُشُ تلك
صفحاتِ التُّراثْ
***
فأتى سُموُّكِ بالفخامةِ
و الجلالةِ كُلِها
فأتيتِ
رُحتُ مُقارِناً
جَسَدَ القصائدِ فيكِ
مع ذاكَ التُّراثْ
و لطالما
قلَّبتُ صفحاتِ التُّراثْ
يكفيكِ أنَّ جُسومَها
لمّا أتيتِ تصاغَرَت
و تهافَتتْ
حتى تحاتَّتْ  عندَ رجليكِ
القصائدِ
و الدّفاترِ
و الفرائدِ
و التُّراثْ
أتلفتُ كلَّ قصائدي
حرّقتُ كل دفاتري
أشعلتُ ناراً تستقي
منها الحشيشَ سجائري
و تبدّلتْ تلكَ الخُمورُ بخمرةٍ
سَقَتِ الشّعورْ
و لقد عقصتُ  ضفائري
فنسيتُ ناهِدَها الخبيثْ
و هجرتُ أثداءَ النساءِ
و مالَها بعدي وريثْ
و مللتُ تسكابَ الخمورْ
أغلقتُ بابي
فاستوى
أهلي عدوِّي و زائري
فَبَلوتُ كلَّ سرائري
أوهمتُ نفسي
أنْ سأصنعُ منكِ حُبَّاً
كي أُعوِّضَ ما خسِرتُ
لكي تعودَ تجارتي
و حريقُ هاتيكِ الحوانيتِ
المليئةِ بالعُطورِ و بالزُّهورِ
و القصائدَ
و الفرائدَ
و التُّراثْ
في كُلِّ فجرٍ صِرتُ أقعُدُ
في جدارِ الياسمين
و بكُلِّ ليلٍ صرتُ أَسكَرُ
من جدارِ الياسمين
و بكلِّ فخرٍ صرتُ أسبحُ
مع زهورِ الياسمين
فأرى لحُبّكِ قصةً
ما شابهت قطُّ التراث
نورٌ أعانِقُه
و أشربُ خمرةً
ممزوجةً
بشذى جدارِ الياسمين
لا ليسَ حبُكِ أُغنية
لا ليس حبُّكِ أُمنية
لكن لحُبِِّكِ قِصَّةٌ
ما شابهتْ قطُّ التُّراثْ
***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه