ذكرياتي

0


ذكرياتي!!!
هل أرى لي في دمشق محافلاً للذكريات!!
ذكرياتي
قد تراءتْ لي كحُلمٍ
فانجلتْ لمّا أتتْ تحدو المنيَّةُ نحو أحيائي القديمةِ
تزدهي بمُدرّعاتْ
لمّا استوى ذئبُ المدينةِ واقفاً و شيوخُه
في وسْطِ محرابِ الطُّغاةْ
أبكي العروبةَ يا دمشق!!
أبكي المروءةَ و الفحولةَ و الرُّجولةَ يا دمشق!!
أم ترى أبكي مآذن أمتي!!
تفّاحَها ليمونها !! و التين و الزيتون
في ظلِّ الهوى و الياسمين!!
أبكي على جسدِ السِّنين!!
أبكي!!
ولا أبكي و إنِّي ذاهبٌ نحو العرينْ
أم ساحةُ الأمويِّ أمِّي
صار قصداً للبغايا
ثَمَّ حجُّ العاهراتْ
أبحُضنِ أمي الرّاقصاتْ!!
أبحضنِ أمي الزّانياتْ!!
قد شابَ رأسُكِ يا دمشقُ لِهولِ ما....
أنا من انا!!
أأخونُ عهدَكِ يا دمشقُ و طالما
كانت أزقَّتُكِ الأنيقةُ ملعباً بطفولتي
عند المسا كانت خيالاً ليس يحجُبُه خيالْ
كانت كأني كنتُ أرنو نصفَ تمثالِ الجمالْ
ذكرياتي!!
أوّاهُ يا أمي فأين الذكريات؟!
ذكرياتي بدِّلت يا سيِّدةْ عند المخاضْ
حتى الطبيبةُ عاهِرةْ
قد أبدَلتْ لي ذكرياتي بالدُّموعِ رخيصةً
و تأوُّهاتْ
و السّعدُ بالأملِ الجديدْ
قد تردّى فوق جُرفٍ
إذ تكسَّرَ ثمّةَ البللور في ذاك القصيدْ
أفأعصرُ الماءَ الفراتَ أسيغه!!
أم أين أحبابي هناك على بساطِ الياسمين!!
هل كان يا شامي السعادةُ في الطفولةِ و الكهولةِ
بالحسانِ أو الرِّياضِ توهُّماً!!
بردى...
بردى دمشقْ...
قد كان لي في الصَّيفِ حتَّى مرتعاً
أفأين ذلك يا دمشق؟!
أحبيبتي :
صرتِ عجوزاً بعد أن خانوا أميَّة و الأرومةَ كلُّهمْ
قد خان كلُّ المسلمينْ
صرتِ عجوزاً يا دمشقُ حبيبتي
و لقد أراكِ عصيَّةً من بعدِ آلافِ السِّنين
صرتِ عجوزاً كلُّهم
يقتاتُ منك محبَّةً و سعادةً
و الماءَ عذباً و الرُّجولةَ و الهوى و الياسمينْ
تركوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
خذلوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
خانوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
و الحقدُ في صدرٍ دفين!!
ذكرياتي
ليت شعري
هل أرى لي في دمشق محافلاً للذكريات!!
أم ليت شعري بُدِّلت بتذاكرِ العيشِ الرَّخيص!!
أم أنّها دُفِنت هناك!!
أم أنها سيقتْ لسجنٍ مُظلمٍ
لا ... لستُ أرنو في فؤادي شمعةً إلا الجحيم
لا لستُ أعرفُ أين راحت في الضُّحى تلك الحياةُُ
ولا أرى إلا عذابكمُ الأليمْ
يا أهل جلَّق ما لكم!!!
يا أهل جلَّق خانكمْ أم خُنتمُ الحبَّ الحميم!!
يا أهل جلَّق لن تنالوا ها هنا ريحَ النعيمْ
أفكنتمُ للرَّكب أهلي مركباً
أم كنتمُ للظُّلمِ أهلي مَرتعاً
أم مربعاً أم موكباً
لا لا أنا...
أنا منكمُ و إليكمُ
أفأين راحتْ ذكرياتي و الحياة!!




 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه