دمعة سوداء على ناهد أبيض

0

تدرينَ أني قد ذرفتُ الدمعَ
عدّ مشاعري!!
أذرفه تاراتٍ على ثدي النسا
فتقولُ إحداهُن : حبيبي ما عراك؟؟
و الدمعُ مني ينسكِب
فتخالُ أن دموعَ شوقٍ تلك
فتطيلُ الأمل
فأتوبُ بعدَ الليلةِ الليلاءِ تلكَ
فتتصل
فتقولُ واهاً يا حبيبي
لقد ذرفتَ الدمعَ شوقاً
شهوةً
قُم قُم هَلُم
فأقولُ لا
آتيكَ ليلاً؟
قلتُ لا
ما بالُ شوقِك بالُ حُبكَ؟
هل تبدّدَ و انجلى؟
فتذُرُّ دمعاً
ثم تأتيني تقولُ
عرفتُ بل أدركتُ
دمعكَ كان تحناناً لها
ندماً على هِجرانِها
أسفاً على فِقدانِها
عُد عُد لها
عُد وارتمِ بِفِراشِها
عُد قَد يشوقُكُ نهدُها
عُد عُد لها
فأقولُ لا
بالله قل
فأقول لا
تجتاحُني
و كما الجيوشُ رأيتُها
في الليل تجتاح القرى
من شهوتي
لا ليسَ من ضعفِ القِوى
أجتاحُها
و كما الجُيوشُ رأيتُها
في الصبح تجتاحُ القرى
من قوتي
من شهوتي
كالموجِ و الإعصارِ أبدو
ثمَّ أُبديها القِرى
كرماً و جوداً
أذكرُ العادات و الأخلاقَ
يوم سُقيتُها
لكنني أنسى الحياء
أنسى التعفّفَ و الشرف
بل أنسى ربي
أنسى ديني
أنسى كلَ عشيرتي
أمي أبي أختي أخي
عِرضي
أنسى كرامَ الناسِ في حيي
أنسى بأني جئتُ من رحِمِ امرأة
أنسى الحياءَ
و كيف لا
فالخمرُ يُنسي كل شيءٍ
أيَّ شيء
حتى التمنِّي و الرجاء
و كيف لا
بالخمرِ تفقدُ كل شيء
حتى الكياسةَ و الذكاء
و كيف لا
لو ما سكرتُ
فنهدُها المشتاقُ كفَِّي
ثديُها المشتاقُ ثغري
و الشفاهُ مع الشفاه
هي خمرةٌ لو ما سكرت
أنسى بأني في الضحى
دمعاً ذرفت
و ثَمّ تُبت
أنسى بأني قد ندِمت
أندم
و اندم أني قد ندمت
***



مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه