أنا... و أنت = أنا

0



إنَّ الــــقـــلوبَ بـِمـــَــنْ أرسى مـــنـــازِلــَــهـــــا
فــــيـــنـا ...  الجُســـــومِ و قـــد نـــالـــَـتْ حوامِلُها

في أُصــــبـُـعـــــينِ لـِرَبِّ الكــــونِ يــــقـــلــِــبـُها
و لـــــهـــا مَنــَازِلُ عَــــــلاَّمٌ و جـــاهـِـلــُهـــَــــــا

و لهــا مَــــرَاتِبُ في الدَّارينِ ...   فــــابـتـَـــــــدِري
مِـنـهَــا الــعَـليَّ ... و تمــحِــيــصـــاً رذائـــِــلــَهــَــــــا

و لــقــــد رأيـــــتــُـكِ مــثــلَ الشّمسِ ما بَــرِحـــــَـــــتْ
لا الليلُ مــــانــِـعــُـهـا لا الكَسْفُ حـــــاجِـــبُــهــَــــا

فـــالشّــمــــــــسُ إن كُسِفَتْ و اللــــــــيــــلُ إن يغشَ
وجــــهَ الـــغـــزالـــةِ  ..أو ذا الــــغــــيمُ ساتِرَهــــَـــا

تالله مـــــا أَفـَـــلـَــتْ ... إنَّ المطــــــــــارحَ مــِـــــنْ
جُـرمٍ و ســـــاكـِـنــَـهــَــا أَودَتْ بـِـناظــِرِهــــــــــا

لكـــــنــّــهُ أسفٌ يــــُـــــبـــدِيــهِ مُـعـتــَـــذِراً عـــــــنْ
عــــن نـفـسِــهِ...و لــــهـــُــوْ في الغيبِ عالمُهـــــــا

و لــــقــــدْ علِــــمْـــتــُــــكِ للرَّحمنِ مُطـَّـلـَـعــــَـــــــاً
فأتتْ لــــــيـــــالي... و مــــا تـــــــــأتي رسائِلــُــــــها

قـــــــــد أُودِعـــَـــتْ قــِـــدَماً في الجِسمِ أنفـُــــسـُــــنا
فنسينا أرواحـــاً ...و ذكــــــرنــــــا حــامِــلــَهــــــــــا

و لهــثــــنــا عـــن جهــــلٍ نُرضِيهَا ما اسْطـَــــــعنا
و لـــَـــهـــَـونا عـــــــــــن رُوحٍ  سـُــدّت مداخــِــــــلُها

هـــــــل للــــقـــنــــادِيـــــلِ دونَ الزّيتِ من نــــــُـــورٍ
إن لُمــِّـــــــعــــــتْ ؟! فكــــذا مناطِقُ الســـُّــــفَهَا

فــالـــنـــفــسُ إن شَفّتْ تـــاقتْ سَمَتْ و عـــــــَــــلَتْ
ثم اعــــــتـــَــلــَــتْ كــــونــــاً و الـعـقـلُ حـَــارَ بــِــها

و لـــــقـــــدْ وَجَــــــــدتـُــــكِ فوقَ الكونِ مُتّســَــــــــعاً
ضــــاقَ المــــــــكـــانُ بــِنـَـا أما الزّمانُ سَـــهــَــــــــا

رامـــــــا الإِحـــــاطـَـــةَ بــــالجِســمــَــينِ فابتــَـــــدَرَا
والــــــرّوحُ واحــــــدةً... فــــــــالكونُ صَارَ لــــَـــــها

حـــــُـــــبٌّ بــــــدا بهـــــوى  ثـــُــــمّ ارتقى فهـــــوى
فـغــــــدا الهُيامُ لهــا كالـطِّـفـــلِ حـــــــــــــينَ لهى

فــــلـــتـــقــــرَئي كـُتــُـبَ الـــــتـّـــاريخِ مِن شـِــــيثٍ
و لتسألي عنهـــــــــــا  في الحـــُــــبِّ داخِـلَـهــَـــــــــا

تالله لــــــن تــــــلـــقَي أُسـطــــورةً كـــ "أنــــــــــــا"
فـــبـِــهــــا المحـــبـّـةُ مـــــبــداها و آخـِـــــــرُهــــا

***


 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه