شوقي إليكِ و مُوصِدُ الأبوابِ
و تعنُّتي و تقطُّعُ الأسبابِ
و تفاؤلي و الشّيبُ يغزو لِحيَتي
فَودَيّ رأسي صفوتي و شبابي
و تعلُّقي بالطَّيفِ حتَّى كِدتُ أنْ
أهوى الهواجسَ ناسياً أحبابي
و تَقلُّبي في غمرَتي في نشوَتي
في صفوَتي في أنَّتي و عذابي
و أريكتي بعدَ ازدحامٍ قد خوت
و تباعُدي... و تقرُّبُ الأصحابِ
حتَّى غدوتُ كناثِرٍ بذرَ الرَّجا
وسْطَ الدُّجى في الزَّاخِرِ المِصْخَابِ
و رُفِعتُ عن شكلِ الرَّقيقِ بهيئتي
بل كُنتُه في الذُّلِّ و الأعتابِ
و حماقةٍ تأتي على أصحابِها
ترمي العوالي في علا الأبوابِ
شوقي عجيبٌ هل تراهُ مشاعرٌ
أم قِصَّة تُتلى على الأحقابِ
شوقي و لكنْ لستُ ألقى اليومَ شوقاً
لا أو هوى قد أتْلِفَتْ أعصابي
شوقي التهابٌ كانَ من أعلاقِ قلـ
ـبي في الحشا من تبغها و شرابي
بسذاجتي ببراءتي بغباوتي
بتعصُّبي بتطرُّفي الإرهابي
بتميُّزي بتلهُّفي بتطوُّري
بعبادتي بعبارةِ الأعرابِ
شوقي إليكِ كان شوقي دفتراً
ألَّفتُه في النَّحوِ و الإعرابِ
أنَّقتُه بالماسِ بل طيَّبتُهُ
بالغارِ و الليمونِ و الأهدابِ
و تفاؤلي قد كانَ فيكِ حماقةً
تربو على الأيَّامِ و الأنسابِ
صيَّرتِني ألعوبةً لمشاعِري
و قَتلتِني بالطَّرفِ و الأهدابِ
يا دُميةَ الوهمِ اللطيفِ تحيَّتي
ألقيتُها كالعاشقِ الكذَّابِ
فرأيتِني و عرفتُ أني فيكمُ
أني كَعَبْدً صابرٍ أوَّابِ
شوقي إليك كالأساطيرِ التي
يتشوَّقُ الكذَّابُ للمرتابِ
لا تحسَبي شوقاً يدومُ مع النوى
فالهجرُ حدُّ السَّيفِ للأعصابِ
***
مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق