أنا سيِّدُ الشُّعراء
هذا ما قرأتُه في بيانٍ صادرٍ
عن هيئةِ التّأريخِ
و التَّثقيفِ بالسِّحرِ القديمْ
و آخرٍ
عن مجمعِ العلماءِ و الكهَّانِ
في قصرِ الرَّصافةْ
ثمَّ في علمِ التُّراثِ
و في العرافة
و الفراسةِ
و السِّياحةِ
و القيافة
حتَّى لكَدْتُ أراها في
وسَطِ الزَّبورِ و في الكتابْ
و في العهدِ الجديدِ
و في القديمْ
فامتعضتُ
و ما اعترفتُ به و إنِّي
مدنِفٌ تَعِبٌ سقيمْ
لا أرتجي في مثلِ ذلكَ بلسماً
يشفي جراحاً
ساقَها للشِّعرِ قبلي
ذلكَ المِسْخُ اللئيمْ
ذاكَ المسبِّبُ و المُعربِدُ
بل سقيمُ القلبِ
و الرُّوحِ التي
جالتْ على نهدِ النِّساء
فما تُميِّز
في رُعونتِها
و طيشِ مُراهقٍ
نهداً لساقِطةٍ
رآها تسِكُبُ الكاساتِ
عن نهدِ الحبيبة
قد دعاها
و ادَّعى في حبِّها
كلَّ القصائدِ ...
فاستجابتْ
بعدَ أن لحِقَتْ
أجابت دعوةَ القوَّادِ
ذاكَ رضيعِ سبعٍ
من دمشقَ ...
تبرَّأت أحياؤُها من شرِّه
تبرَّأتْ منهُ الفضيلةُ
و الرَّذيلةُ
و الهوى
حتى ليتَّضحُ المجونُ لمن رآه
***
"أنا سيِّدُ الشُّعراءِ"
هذا ما قرأتُه ...
فامتعضتُ
و قد أردتُ
لسيفي هذا يقتلَ الخنزيرَ
إذ أرنو قصائدَه
تعفَّنَ حِبرُها فوقَ الصَّحائفِ
ثمَّ راحَ السِّفلةُ الجهَّالُ
و الأرذالُ في
سبقِ التَّلقُّفِ
و التَّثقُّفِ,
ثمَّ لحتِ
و قد سبقتِ أولئكِ الشُّعثَ
انتبهتُ بغفلتي
فرأيتِني
أعلو عروشَ الشِّعرِ في قصري
فهبتِ الموقفَ الأخَّاذَ من سِحري
فطأطأ هامُكِ السَّامي
فقلتُ : "أميرتي
عرشي و عرشكِ
يحكمُ الأقطارَ و البلدانَ
أنت مليكتي في آخرِ الأعوام
أعوامِ الخليقةِ
نجعلُ الحكمَ الإلهيَّ السَّماويَّ الحكيمَ
بعرشِنا
مُلكاً على طولِ الزَّمان
***
"أنا سيِّد الشُّعراء"
هذا ما قرأتُه
في مفرقِ التَّاجِ المرصَّعِ
بالحُليِّ و بالجواهرِ
فانتهى خلاَّقهُ من صُنعِهِ
و قد استقامَ زمانُه
بل قامَ هيَّأ ذاتَه و مكانَه
***
"أنا سيِّد الشُّعراء"
قد صُهِرتْ ببوتقتي القديمةِ
سائرُ الأعرافِ و الأطيافِ
و الأعراقِ و الألوانِ
في شتَّى المذاهبِ
و الطَّرائقِ
و الطَّوائفِ
و الحروف
من كلِّ آونةٍ و عصرٍ
بل و مصرٍ
قد ترين بها صُنوف
واهاً و أوَّاهاً زبيدةُ لو تعودي
واهاً و أوَّاهاً زبيدةُ كم شقيتْ
آهٍ زبيدُ
فلا تعودي قد فنيتْ
قلَّدتِني التَّاجَ المرصَّعَ بالجواهرِ
ثمَّ غِبتِ في جوفِ الضَّبابِ
فبأيِّ قافلةٍ أراكِ
و هل أرى الشَّعرَ القصيرَ
احمرَّ
أو شرَّبتِهِ ذاكِ الخضاب
آهٍ على تلك الليالي
ليتنا
نغزو الفضاءَ بليلةٍ حربيَّةٍ
و على بساطٍ من سحاب
***
"أنا قيصرُ العشَّاقِ" هذا
ما كتبتِ
على جدارِ الياسمينَ بشرفتي
"أنا قيصرُ العشَّاقِ " هذا
ما نعتِّ
و قد رأيتُكِ طفلةً حمقاءَ
بل تلميذةً
مسجورةً في غرفتي
***
"أنا سيِّدُ الشُّعراء"
تلك طفولتي
و لقد بلغتُ الرُّشدَ
هل ألقى بديلا؟!
تلك ألقابُ الطُّفولةِ
كان ذاك عزيزتي
حقَّاً جميلا
لكنَّني اليوم استعضتُ
و بعد أن كنتُ امتعضتُ
و إنَّني ربُّ القوافي
و البلاغةِ
و المعاني
إنَّني ربُّ الهوى
ربُّ الفصاحةِ
و المباني
أم ترين المجد
في حقي قليلا ؟!
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق