جـاءتْ قـصــيـدتُكَ الهـزيـلةُ فــارتمتْ
مُســتـاءَةً مــِنْ حــَـظِّــــهـا بِفِنَائي
سَجَــدَتْ لدى الـبابِ الصَّغيرِ و أفـرَغتْ
دَمعاً... و نــادت : "ســـيِّــدَ الشُّــعراءِ
ربِّي و ربَّ الشِّـعرِ فــارحمْ عَــــبْرَتي
ربِّي : تــَـدَارَكْ مِحـنَـةَ الأُدَبــَـاءِ."
فـَأَشَـرتُ للبابِ الصَّغـيرِ... تَدَحْرَجَتْ
حتَّى اسـتـوتْ و تَصوَّبـــــتْ بِلقَائي
وَقـَرَتْ تـــُطـَـأطي رأسَـهَــا لمَّـا رَنَــــتْ
عَـرشي... فما اسطاعتْ مِنَ الأضـواءِ
و تَــلـعـــثَمَتْ لمَّا أرادتْ مــَــنــطــِقــَــاً
و تهـدَّمتْ في جِســْـمــِـهَـــا الـمُسْتــَاءِ
فـــَهَــتـَفْــتُ بــِالحـُجَّــابِ: "هـاتــوا صَـفْـحَــةً
صُــبُّــوا عـليهـَا بَلسَمي و دوائي
و خُـذوا الـهـــزيـلةَ فاحضُنوها بـُـرهَــــةً
فـَـعســاهــا أن تُفْصِحْ عنِ الأنـبـــــاءِ."
غـطَّــــتْ بِـنـَـومٍ خِـلــتُ منه أنَّهــــا
لحِقَــتْ أخيَّتَهــا مِنَ الأعـبــاءِ
فَـــوَقــَـفْـــتُ أرنــــو وَجْهَـــهَا: "مِسكِــيـنَــةٌ
مــــــا ذَنْـبـُـــهَــــــــا؟" سجَّيــــتُهـَــا بـِرِدَائي
و بـقــيـتُ من شوقي و حُـزني في الدُّجى
مــتــأمِّــــلاً في سُقـمِـهــــا و الدَّاءِ
حتَّى أطـــلَّ الشِّعـــــرُ في سحرٍ ... و لي
فِــــكرٌ و تخـــمـينٌ و طُـــولُ عَــنـــاءِ
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق