الملكـُ المُباع

1

شجاني صوتُ أحزاني و أعيا صمتُها القاني
ففيمَ البوحُ يؤذيها إذا ما الفوحُ واساني !!
ففي أرجاءِ محبرتي قِطارُ العِشقِ أبكاني
مُرَنَّحةً أهازيجي, تراتيلي و ألحاني
أميرُ الشِّعرِ في عصري أتى قصري فناداني
و ظلَّ البابُ مفتوحاً لقاصيهِم مع الدَّاني
أشرتُ إليهِ ان أبشِرْ و لا تُحزِنْكَ أشجاني
رأيتُ الطَّرفَ مُنسدِلاً بدمعِ البِشرِ هتَّانِ
فقال : عساك تكلؤني, فقلتُ : عساكَ تلقاني
فهبَّ يقولُ : وابشري لعرشِ الشِّعرِ ترضاني !؟
فقلتُ بُنيَّ لا تكسَلْ إذا أغمضتُ أجفاني
فقال تنامُ أو تغفل و انت الهادِمُ الباني ؟!
فقلتُ : الشَّمسُ إن غربت أضاءت نصفها الثاني
فعيني البُعدَ ترعاكم و عينُ الله ترعاني
***
فقالت : لستَ لي شيخاً ولا في بعضِ أزماني
و إن وسَّدتُكم عرشاً فأنت كبعضِ أعواني
و مهما صار مُلكُكُمُ فأنت كبعضِ إخواني
فلستَ الآمِرَ النَّاهي و أنت المُجرِمُ الجاني
و أنت كسارِقٍ مِلكي إذا ما المُلْكُ أعياني
و أنت كهادِمٍ عرشي , فهل تحظى بتحناني!!
و أنت كناكِرٍ عيشي و لي كالشَّاتِمِ الشَّاني
فكيف أغارُ من أمتي بلحظِ الظَّبيِ وسنانِ !!
ألمْ ألقاكُمُ عبداً فصِرتَ كبعضِ عِبداني ؟!
فقلتُ عزيزتي مهلاً فسُكرُ اللحظِ أرداني
و يبدو انَّ في شفتي من التَّبغِ الخُراساني
و يبدو أنَّ غليوني المُباعَ الآنَ طِلياني
و يبدو أنَّ قافيتي تُباعُ بغيرِ أثمانِ
و يبدو أنّ مسبحتي و قبّعتي و عيداني
و ساعةُ حائطي و يدي و سمَّاعاتُ آذاني
و أوراقي و إشفاقي و أسمالي و أشجاني
و عصفوري و أجهزتي و أقلامي و ألواني
و آلامي و احلامي و أعلامي و عِصياني
لكُمْ مِلكاً فبيعوني ضجيجُ الصَّمتِ أبكاني
***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

التعليقات

  1. كلمات رائعة تفيض بالاحساس
    بوركتم

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه