قالوا : وحيدٌ! قـلـتُ : لا...قالوا : غَريبٌ !! قُلتُ : لا
قـــالوا حــزيـــــــنٌ أو كــــــئـيـبٌ !! قـلتُ : لا لا ثُمّ لا
قالوا مـــُــحـِبٌ هـــــاجِـرٌ ! و لـــِـحِــــبِّه يُبدي الوَلا !
أم كـاهِنٌ مــُـتـبَـتـــِّــــلٌ و مـــــع الطَّبيعةِ قــد خـــلا!
أم شــاعــــــرٌ هـَــجـَـــرَ الأنـَــامَ و ما استطَاعَ تَغَزّلا!
أرأيـتِ قــلـبـي هـــائِــمـاً ؟!! أرأيــتِ دمعي مُســبَلا؟!
أرأيــتِ خــَطوي حــائِـراً ؟! صـَوتَ الأنينِ وكَمْ عَلا؟!
أرأيــتِ جِسمي مـــُـــدنـــِـفـاً إذ كــانَ ردّكـِ لا ... و لا ؟!
حتَّى تــــــذكــــــّـَرتُ الــمـــســــيــرةَ و الـــلـــِّـقاءَ الأوَّلا
لـــــــــــــــــــولاكِـ شِعـــرِي مــــا يَرومُ تفلسُفاً و تَغَزُّلا
عــامــان ِ ظـــَـــــــلَّ الـــحُـبّ صَــمـتـَـاً في فُؤَادٍ أُقفِلا
عامانِ يـُـتـِّـمَ شِعـرُنا يا ليتَ شِعرِي و اصطلى !!
عـامـانِ و الــفــِــكْرُ المـــُـــعَـذَّبُ ما استراحَ و لا خلا
عـامـانِِ!! - يا طــــُــــولَ الَّليالي - بالتَّصبّرِ جــُمِّلا
عـامـانِ!! كـم كــانــا !! و سـيـفُـكِ قـاتِـلاً و مُمَثِّلا
عــــامـــانِ فيكِـ مُتيَّمٌ ... أرنـوكـِ جــِــفـــنـَـــاً أكــــحَـــلا
دربي طــــويـــــلٌ شائقٌ ... كُشِفَ الحِجَابُ و قُلتِ : لا
كُشِفَ الحِجَابُ أيـا ظــَـلـومُ عـنِ الطـــَّريــقِ... و كُملا
فكفاني صَبْراً ...قـــد رأيتُ الصَّبرَ عـنــــكِ مُــــطَـــــوَّلا
و نسيتُ تهجئةَ الحُروفِ و قد دخـــلتِ فـــمـا انجلى
و رأيــــتُ قــــــامــــتــــكِـ الَّتي وقـــفـتْ تُردِّدُ في الملا :
" إنِّي أُحبـُــّـكَـ فــاســتــرِحْ"و الطَّرفُ شخصي أهملا
فنهضتُ مُمتشِقاً يــراعي ... ثـــمَّ رحـتُ مُـــكـــمِّلا
أُهــديـــكِـ عـَــرشي ، و الــزَّفافُ إذا أردتِ عـــــُــــجِّلا
فـــكـفـاكِـ ظَـنَّ السّوُءِ بي ... فـالـظـــّــنُ ذاكَ سبهللا
إنِّي أحِـبــُــكِـ زوجـَــةً ... أعـــلــنــــتُ هـــذا في الـمـلا
أفــْـرَغْــتِ دَمـْـعَ مــَــحَــاجـِري فـالـيومَ دمعي أُسبِلا
طـَــرَبـَــــــاً.. و قد أنْــفـَـدتُ حِــــبـــري واصِفاً و مُمَثِّلا
فـــمــلأتِ جــُـــلَّ دفـــاتـِري ...فـــالسَّـعـدُ جاءَ مُهلِّلا
و هـــجرتُ كـُــلَّ صــَواحِبي و أشــحــتُ وجهي للعُلا
فالشَّمسُ أنــتِ.. عـن السّـِوى رُحـْتُ ابـتـعدتُ تمَلملا
كم كنتُ قــبــلـــكِ تــائـِهــاً!! طــِـفـْـــلاً شـَـقـِـيــَّاً دُلــِّلا
كم كنتُ نشـوانــاً! و كَــمْ في الوَهْمِ خُضّتُ مُهلهَلا
أشــــرقتِ شمساً ... فـاسـتـضاءَ الدَّربُ دربي و انجلى
مــــا رُمـْــــتُ فِيهِنَّ السِّــــفاحَ و ما أرومُ مُـــقــبـّـَـلا
قد رمــتُ فيهِـنَّ الـكــَفـَـافَ ... فـَـشـَـاعِـراً و مـُـمَــثـِّلا
قـد ذُبـنَ في خـَـطـْـوي و جِفني ، في جمالي و الحــَـلا
قـد هِـمـنَ في قــلـــبـي... فـأضحى القلبُ قلبي مـنـزِلا
لــِــجلالِ قلبِكـِ... و اسـْـتـَـعـَـضْــتُ عن التدنِّي بــالعـلا
بُشــْـــراكِـ با شمسَ الضُّحى: هذا نـهاري مــُـــقــبـــِـلا
لــولاكِـ حـرفي يـا خـــلــيــلـةُ ما استبانَ و لا انــــجلى
أعـجمـتِ حرفي كــيفَ أُبدي الشُكرَ عن حرفٍ صلى ؟!
فــإلــيـكِـ أُبــدي الشـّـُــــكــرَ شـِـعـراً رائِقاً و مُــعـلــَّــلا
و غَــداً ســأنثــــُــرُه ... و لــن أبقى عـيـــِّـيــاً مُهمَلا
قــالـوا حــزيـنٌ؟! مـــــُـــدنِـــفٌ؟! فـأجبتُ: لا لا ثمَّ لا
أنـتِ معي ...قــولي لـــــهـم ...لولاكِـ قلبي ما ســــــلا
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق